Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

بين الأشعرية و الماتريدية و السلفية

كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابأنقر هنا

 

بين الأشعرية و الماتريدية و السلفية

أبو منصور الماتريدي: المتوفي سنة 333 هجرية  لقب الماتريدي بـ"إمام الهدى" و"إمام المتكلمين" وغيره من الألقاب وهي ألقاب تظهر مكانته في نفوس مسلمي عصره ومؤرخيه. من كتب الماتريدي نذكر على سبيل الذكر لا الحصر كتاب (التوحيد) و (أوهام المعتزلة) و (الرد على القرامطة) و (مآخذ الشرائع) في أصول الفقه، وكتاب (الجدل) و (تأويلات القرآن) و (تأويلات أهل السنة) الأول منه، و(شرح الفقه الأكبر المنسوب للإمام أبي حنيفة) أما  المنهج الذي اختاره الماتريدي هو المنهج الموروث من عبد الله بن كلاب في العقائد، والكلام. أما في الفقه ومبادئه، فقد كان على منهج الإمام أبي حنيفة.عاصر الماتريدي أبا الحسن الأشعري، وعاش الصراع الفكري و السياسي  بين أهل الحديث وأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم، فكانت له جولاته ضد المعتزلة وغيرها من الملل و النحل ،لقد كان المنهج الذي اتبعه الماتريدي منهجا مخالفا لمنهج أبي  الأشعري، وإن التقا الرجلان في كثير من النتائج رغم أن المصادر التاريخية لا تثبتللماتريدي و الأشعري  لقاء أو مراسلات بينهما، أو إطلاع  أحدهما على كتب الآخر.

 الماتريدية: فرقة كلامية، تنسب إلى أبي منصور الماتريدي، قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاجة خصومها، من المعتزلة و الجهمية وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية. ولم تعرف الماتريدية بهذا الاسم إلا بعد وفاة مؤسسها أبي منصور الماتريدي ، كما لم تعرف الأشعرية وتنتشر إلا بعد وفاة أبي الحسن الأشعري . يتبع الكثير من علماء الماتريدية المذهب الفقهي الحنفي في حين يغلب على الأشاعرة المذهب الفقهي الشافعي و المالكي.

الأدوار التاريخية التي مرت بها الماتريدية: لقد مرت الماتريدية بعدة أدوار تاريخية لعل أهمها 

دور التأسيس ووضع الأصل: وهذا كان مرتبطا بحياة الماتريدي ما بين عامي (238- 333 هـ)

دورالتكوين:وقد ارتبط هذا الدور بتلاميذ الماتريدي،ويمتد منذ وفاة الماتريدي سنة 333 هجرية إلى نحوعام(400 هـ)

دور الانتشار: وقد ارتبط هذا الدور بظهور أشخاص أكثروا من التأليف والكتابة عن الماتريدي وأفكاره وأصوله والانتصار لها ، ويمكن اعتبار هذا الدور ممتدا ما بين عام 400هـ حتى يومنا هذا. وكذلك فقد شمل هذا الدور فترة الحكم العثماني بكاملها والتي شهدت تمكنا وتسلطا من الماتريدية على عموم الوظائف الدينية في ولايات الدولة العثمانية

من مشاهير الماتريدية

1-أبو منصور الماتريدي: المؤسس للمذهب الماتريدي ت 333هـ وأهم مصنف له في تقرير مذهبه كتابه : ( التوحيد ) وهو أهم مرجع في عقيدة الماتريدية، ويقوم على اعتماد المذهب الكلامي في تقرير العقيدة .
2-أبو اليسر محمد بن محمد البزودي:  ت 492هـ شيخ الحنفية، وهو في العقيدة على منهج الماتريدي كما قرأ كتب الأشعري وأفاد منها، وقرأ كتب الفلاسفة، وحذر منها، وكذلك كتب المعتزلة، وقد ألف كتابه ( أصول الدين  على منهج الماتريدي)
3-أبو المعين النسفي:  ت 508هـ وهو من أكابر علماء الماتريدية الأحناف الذين نصروا المذهب، وكتابه : (تبصرة الأدلة في عقيدة الماتريدية ) يعد الكتاب الثاني بعد(التوحيد ) للماتريدي .
4-أبو حفص نجم الدين النسفي:  ت 537هـ وهو من المؤلفين المكثرين، وصاحب ( العقائد النسفية ) من أهم المتون في مذهب الماتريدية .
5-نور الدين أحمد بن أبي بكر الصابوني:  ت 580هـ له مناظرات مع فخر الدين الرازي في نصرة مذهب الماتريدية .
6-الكمال بن الهمام : ت 861هـ من أكابر الماتريدية، وله مؤلفات جيدة في الفقه وأصوله والعقيدة، من أشهرها : المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة
7- ملا علي القاري: ت 1014هـ وهو من المكثرين في التأليف، وله اهتمام في الحديث، ومن المنصفين لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والمدافعين عنهما .
8-عبد الرحيم شيخ زادة ت 1133هـ .
9-محمد زاهد الكوثري ت 1371هـ وكان الكوثري سباباً للسلف، شديد الطعن والثلب فيهم، وله اهتمام بالحديث وتحقيق

الماتريدي و مسألة أفعال العباد أو حرية الإرادة الإنسانية 

اتّفق جل المسلمون على أن لا خالق إلاّ اللّه باستثناء القدرية و المعتزلة  واختلفوا في تفسيره في أفعال العباد  و آثار الموجودات. أهل السنّة حاولوا الجمع بين حصر الخلق في اللّه سبحانه، وصحّة تكليف العباد، فقالوا إنّ الله هو الخالق، والعبد هو الكاسب، وقد أخذوا مصطلح الكسب من الذّكر الحكيم. قال سبحانه (لهَا ما كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا ما اكْتسبَتْ)(البقرة/286) لكنّهم اختلفوا في تفسير حقيقة الكسب.

نظريّة الماتريدي في الكسب:

ما معنى الكسب لدى الماتريدي؟

قال الماتريدي: اختلف منتحلو الإسلام في أفعال العباد، فمنهم من جعلها لهم مجازاً وحقيقتها للّه لوجوه:1ـ وجوب إضافتها إلى اللّه، على ما أُضيف إليه خلق كل شيء في الجملة، فلم  يجز أن تكون الإضافة إلى اللّه مجازاً. 2ـ إنّ بتحقيق الفعل لغيره تشابهاً في الفعل، وقد نفى الله ذلك بقوله: (أَمْ جَعَلُوا للّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الخَلْقُ عَلَيْهِم) (الرعد/16)ثم قال الإمام (الماتريدي ): وعندنا لازم تحقيق الفعل لهم (العباد)بالسمع والعقل والضرورة الّتي يصير دافع ذلك مكابراً. فأمّا السمع فله وجهان: الأمر به والنهي عنه، والثاني الوعيد فيه والوعد له. على تسمية ذلك في كلّ هذا فعلاً، من نحو قوله: (وَاعْمَلُوا ما شِئْتُم)(فصّلت/40) وقوله: ( افعَلُوا الخَيرَ) (الحج/77) وفي الجزاء (يُرِيهِمُ اللهُ أعْمالَهمْ حَسَرات عَلَيهِمْ) (البقرة/167) وقوله: (جزاءً بما كانوا يَعمَلون) (الواقعة/24) وقوله: (فَمَن يَعمَلْ مِثقالَ ذَرّة)(الزلزلة/7) وغير ذلك مما أثبت لهم أسماء العمّال، ولفعلهم أسماء الفعل بالأمر والنهي والوعد والوعيد، وليس في الإضافة إلى الله سبحانه نفي ذلك، بل هي للّه، بأن خلقها على ما هي عليه، وأوجدها بعد أن لم تكن، وللخلق على ما كسبوها وفعلوها. على أنّ الله تعالى إذا أمر ونهى، ومحال الأمر بما لا فعل للمأمور أو المنهي. قال اللّه تعالى: (إنّ اللّهَ يأْمُرُ بِالعَدلِ والإحْسان) ولو جاز الأمر بذلك بلا معنى الفعل في الحقيقة، لجاز اليوم الأمر بشيء يكون لأمس، أو للعام الأول أو بإنشاء الخلائق، وإن كان لا معنى لذلك في أمر الخلق. ثمّ في العقل قبيح إن انضاف إلى اللّه الطاعة والمعصية، وارتكاب الفواحش والمناكير وأنّه المأمور، والمنهى، والمثاب، والمعاقب، فبطل أن يكون الفعل من هذه الوجوه له، ولا قوّة إلا باللّه.وأيضاً إنّ الله تعالى إنّما وعد الثّواب لمن أطاعه في الدُّنيا، والعقاب لمن عصاه، فإذا كان الأمران فعله فإذاً هو المُجزَى بما ذكر، وإذا كان الثّواب والعقاب حقيقة، فالائتمار والانتهاء كذلك، ولا قوّة إلاّ باللّه.   وكذلك في أنّه محال أن يأمر أحد نفسه، أو يطيعها، أو يعصيها، ومحال تسمية الله عبداً، ذليلاً، مطيعاً، عاصياً، سفيهاً، جائراً، وقد سمّى اللهُ تعالى بهذا كلِّه اُولئك الّذين أمرهم ونهاهم، فإذا صارت هذه الأسماء في التحقيق له، فيكون هو الربّ، وهوالعبد، وهو الخالق والمخلوق، ولا غير ثمّة، وذلك مدفوع في السمع والعقل، ولا قوّة إلاّ باللّهوأيضاً إنّ كلّ أحد يعلم من نفسه أنّه مختار لما يفعله، وأنّه فاعل كاسب ـ إلى آخر ما أفاده... يترجم البزدوي مذهب الماتريدي بما يلي: «قال أهل السنّة والجماعة: أفعال العباد مخلوقة للّه تعالى ومفعوله، واللّه هو موجدها ومحدثها، ومنشئها، والعبد فاعل على الحقيقة، وهو ما يحصل منه باختيار وقدرة حادثين، وهذا هو فعل العبد، وفعله غير فعل اللّه تعالى». ويقول: «... واللّه تعالى أضاف الأفعال إلينا في كتابه في مواضع كثيرة. قال الله تعالى: (جَزاءً بما كانُوا يَعْمَلُون) (السجدة /17) (وَإذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّارَأْتُمْ فِيها) (البقرة/72) وقال: (إذا قُمْتُمْ إلى الصَّلاةِ)( المائدة/6). وكذلك نهانا عن أفعال كثيرة وأمرنا بأفعال كثيرة، فلا بدّ أن يكون لنا فعل، ويجب أن يكون ذلك بهدايته، ومشيئته، وارادته"قال: وقال قوم من العلماء: إنّ المؤثّر مجموع القدرة وقدرة العبد، وهذا المذهب وسط بين الجبر والقدر، وهو أقرب إلى الحقّ". لقد كان هدف و مقصد الأشعري والماتريدي واحدا ألا وهو الدفاع عن عقيدة أهل السنّة، والوقوف في وجه المعتزلة  و إن اختلف المنهج المتبع من كل منهما  ففي حين  اختار الأشعري منهج الإمام أحمد الذي طبع باعتماد ظاهر الحديث النبوي  و ظاهر القرآن الكريم ، وقلّة العناية بالعقل والبرهان، و لمّا كان رائد الإمام الأشعري هو الفكرة الحنبليّة فقد عرقلت نطاق عقله عن التوسّع، وإن حاول التصرّف فيه وفي تعديله حتي محاولة الإمام الأشعري تجاوز الفكرة الحنبلية فقد كان تجاوزا مع التحفّظ على اُصول الفكرة الحنبلية. وأمّا الماتريديّ فقد تربّى و ترعرع  في منهج تلامذة الإمام أبي حنيفة، و هو منهج العقل و الاستدلال.

قال مجدي باسلوم:  يقول صاحب الروضة البهية: «اعلم أن مدار جميع عقائد أهل السنة والجماعة على كلام قطبين، أحدهما: الإمام أبو الحسن الأشعري، والثاني: الإمام أبو منصور الماتريدي، فكل من اتبع واحدا منهما اهتدى وسلم من الزيغ  والفساد في عقيدته». ويقول العلامة الدردير: ( واشتهر الأشاعرة بهذا الاسم-أي أهل السنة- في ديار خراسان والعراق والحجاز والشام وأكثر الأقطار، وأما ديار ما وراء النهر فالمشهور بهذا الاسم هو أبو منصور الماتريدي وأتباعه المعروفون بالماتريدية، وكلام الفريقين على هدى ونور )

يقول كبرى زادة:« إن رئيس أهل السنة و الجماعة في علم الكلام رجلان: أحدهما، حنفي  والآخر شافعي، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي إمام الهدى.. وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين أبو الحسن الأشعري البصري)

يقول نور الدين مرجاني:( وعلى أية حال، فإن الماتريدية بلغت قمة قوتها وذروتها بتدعيم الدولة العثمانية لها وهي بالتحديد سنة (700 – 1300هـ)، إذ كانت دولة حنفية الفروع، ماتريدية العقيدة، ومن تركيا انتشرت العقيدة الماتريدية شرقا وغربا، ويعد الهند من أهم مراكز المذهب الماتريدي، منذ أن حكمها الملوك السامانيون قديما، ثم قوي المذهب الماتريدي في العصر الحديث بعد أن اعتنقها الديوبندية. ولا يزال في الأزهر الشريف تدريس العقيدة الماتريدية وبخاصة تدريس كتاب "شرح العقائد النسفية" للتفتازاني ، وهو شرح لكتاب " العقائد النسفية" لنجم الدين عمر النسفي المتوفى سنة (537هـ)

مسائل الخلاف بين الماتريدي و الأشعري:

حصرت مسائل الخلاف بين الماتريدي و الأشعري في مسائل يسيرة أوصلها بعضهم إلى اثنتي عشرة مسألة و الخلاف في بعض هذه المسائل لفظي .و قد كتب ابن كمال باشا ( 873/ 940 هجري و كان معاصرا للإمام السيوطي  ) رسالة في الاختلاف بين الأشاعرة و الماتريدية و جاء في هذه الرسالة ما يلي :

اعلم أن الشيخ أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة ومقدمهم، ثم الشيخ أبو منصور الماتريدي، وإن أصحاب الشافعيّ وأتباعه تابعون له، أي لأبي الحسن الأشعري في الأصول وللشافعيّ في الفروع. وإن أصحاب أبي حنيفة تابعون للشيخ أبو منصور الماتريدي في الأصول، ولأبي حنيفة في الفروع، كما أفادنا بعض مشايخنا رحمه الله تعالى، ولا نزاع بين الشيخين وأتباعه إلا في اثني عشر مسألة.                                                                                                                                                                                                     المسألةالأولى:                                                                                                                                                                                                        قال الماتريدي: التكوين صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى كجميع صفاته، وهو غير المكوّن، ويتعلق بالمكوّن من العالم، وكل جزء منه بوقت وجوده كما أن إرادة الله تعالى أزلية يتعلق بالمرادات بوقت وجودها، وكذا قدرته تعالى الأزلية مع مقدوراتها.
وقال الأشعريّ: إنها صفة حادثة غير قائمة بذات الله تعالى، وهي من الصفات الفعلية عنده لا من الصفات الأزلية، والصفات الفعلية كلها حادثة كالتكوين والإيجاد، ويتعلق وجود العالم بخطاب كن
.
المسألة الثانية:
قال الماتريدي: كلام الله تعالى ليس بمسموع، وإنما المسموع الدال عليه.
وقال الأشعريّ: مسموع كما هو المشهور من حكاية موسى عليه السلام.
قال ابن فورك: المسموع عند قراءة القارئ شيئين: صوت القارئ وكلام الله تعالى.
وقال القاضي الباقلاني: كلام الله تعالى غير مسموع على العادة الجارية، ولكن يجوز أن يسمع الله تعالى من شاء من خلقه على خلاف قياس العادة من غير واسطة الحروف والصوت.
قال أبو إسحاق الإسفرايني ومن تبعه: أن كلام الله تعالى غير مسموع أصلا، وهو اختيار الشيخ أبي منصور الماتريدي كذا في البداية.
المسألة الثالثة:
قال الماتريدي: صانع العالم موصوف بالحكمة سواء كانت بمعنى العلم أو بمعنى الإحكام.
وقال الأشعري: إن كانت بمعنى العلم فهي صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى، وإن كانت بمعنى الإحكام فهي صفة حادثة من قبيل التكوين، لا يوصف ذات الباري بها.
المسألة الرابعة:
قال الماتريدي: إن الله يريد بجميع الكائنات جوهرا أو عرضا طاعة أو معصية، إلا أن الطاعة تقع بمشيئة الله وإرادته وقضائه وقدرته ورضائه ومحبته وأمره، وإن المعصية تقع بمشيئة الله تعالى وإرادته وقضائه لا برضائه ومحبته وأمره.
وقال الأشعريّ: إن رضاء الله تعالى ومحبته شامل بجميع الكائنات كإرادته.
المسألة الخامسة:
تكليف ما لا يطاق ليس بجائز عند الماتريدي، وتحميل مالا يطاق عنده جائز، وكلاهما جائزان عند الأشعريّ
المسألة السادسة:
قال الماتريدي: بعض الأحكام المتعلقة بالتكليف معلوم بالعقل، لأن العقل آلة يدرك بها حسن بعض الأشياء وقبحها، وبها يدرك وجوب الإيمان وشكر المنعم، وإن المعرف والموجب هو الله تعالى، لكن بواسطة العقل كما أن الرسول معروف الوجوب والموجب الحقيقي هو الله تعالى لكن بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قال: لا عذر لأحد في الجهل بخالقه، ألا يرى خلق السموات والأرض ؟! ولو لم يبعث رسولا، لوجب على الخلق معرفته بعقولهم.
وقال الأشعري: لا يجب شيء ولا يحرم إلا بالشرع لا بالعقل، وإن كان للعقل أن يدرك حس بعض الأشياء، وعند الأشعريّ جميع الأحكام المتعلقة بالتكليف تلقاه بالسمع.
المسألة السابعة:
قال الماتريدي: قد يسعد الشقيّ وقد يشقى السعيد.
وقال الأشعريّ: لا اعتبار بالسعادة والشقاوة إلا عند الخاتمة والعاقبة.
المسألة الثامنة:
قال الماتريدي : العفو عن الكفر ليس بجائز.
وقال الأشعريّ: يجوز عقلا لا سمعا.
المسألة التاسعة:
قال الماتريدي: تخليد المؤمنين في النار، وتخليد الكافر في الجنة لا يجوز عقلا، ولا سمعا.
وعند الأشعري: يجوز.
المسألة العاشرة:
قال بعض الماتريدية: الاسم والمسمى واحد.
وقال الأشعريّ: بالتغاير بينهما وبين التسمية، ومنهم من قسم الاسم إلى ثلاثة أقسام: قسم عينه، وقسم غيره، وقسم ليس بعينه ولا بغيره، والاتفاق على أن التسمية وغيرها وهي ما قامت بالمسمى، كذا بداية الكلام.
المسألة الحادية عشر:
قال الماتريدي: الذكورة شرط في النبوة، حتى لا يجوز أن يكون الأنثى نبيا.
وقال الأشعريّ: ليست الذكورة شرطا فيها، والأنوثة لا تنافيها، كذا في بداية الكلام.
المسألة الثانية عشر:
قال الماتريدي: فعل العبد يسمى كسباً لا خلقاً، وفعل الحق يسمى خلقاً لا كسباً، والفعل يتناولهما.
وقال الأشعري: الفعل عبارة عن الإيجاد حقيقة، وكسب العبد يسمى فعلاً بالمجاز، وقد تفرد القادر خلقاً وما لا يجوز تفرد القادر به كسباً.

الخلاف بين الأشاعرة و الماتريدية و السلفية ( نقصد بالسلفية من أطلقوا على أنفسهم أهل السنة و الجماعة و اختصوا أنفسهم باتباع السلف الصالح دون من خالفهم المعتقد و الفكر )
إن مصطلح أهل السنة عند السلفية أو من أطلقوا على أنفسهم أهل السنة و الجماعة  له إطلاقان : إطلاق عام وإطلاق خاص. 
1- الإطلاق العام لأهل السنة : ما يكون في مقابل الشيعة، فتدخل الفرق المنتسبة إلى الإسلام كالأشاعرة والماتريدية في مفهوم أهل السنة .وعليه يصح تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة . قال شيخ الاسلام ابن تيمة:  (  فلفظ السنة يراد به من أثبت الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاّ الرافضة ...) منهاج السنة 2/ 221 
2- الإطلاق الخاص لأهل السنة : ما يكون في مقابل أهل البدع ، والمقالات المحدثة ، كالشيعة ، والخوارج ، والجهمية ، والمعتزلة ، والمرجئة، والأشاعرة ، والماتريدية وغيرهم، فهؤلاء لا يدخلون في مفهوم أهل السنة بالإطلاق الخاص. قال شيخ الإسلام : ( وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة فلا يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله تعالى، ويقول : إن القرآن غير مخلوق، وإن الله يرى في الآخرة ، ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة )

والآن إليك بعض أصول الأشاعرة والماتريدية المخالفة لمنهج من يطلقون على أنفسهم أهل السنة والجماعة و إتباع  السلف الصالح.
1-مصدر التلقي عندهم هو العقل . فقد صرح أئمتهم بتقديم المعقول على المنقول ، بينما قدّم السلف المنقول على المعقول ويرون أن الوحي هو مصدر التلقي .
2 - التوحيد عندهم؛ نفي التثنية أو التعدد، ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة، أما التوحيد وما يقابله من الشرك كما هو الشأن عند السلف الصالح فليس لهم عناية به.
3- الإيمان عندهم هو التصديق، واختلفوا في النطق بالشهادتين ، بينما الإيمان عند السلف : قول واعتقاد وعمل .
4- فرقوا بين لفظ القرآن ومعناه، فمعناه قديم واللفظ حادث، ثم أحدثوا ما يسمى بالكلام النفسي .. خلافا لما عليه أهل السنة القائلين بأن القرآن كلام الله لفظا ومعنى.
5- الأشاعرة قالوا بالكسب، ومآل القائلين به القول بالجبر، وقد قال به بعضهم. خلافا لما عليه السلف.
6- أنكر الأشاعرة باء السببية في القرآن. فكل من قال بأن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر عندهم، خلافا لما عليه السلف.
7-  من لوازم التنزيه عند الأشاعرة نفي أن يكون لشيء من أفعال الله علة مشتملة على حكمة، حتى أنهم أنكروا كل لام تعليل في القرآن، خلافا لما عليه السلف.
ٍ8-اشتغلوا بتأويل نصوص الإيمان خاصة ما يتعلق بإثبات زيادته ونقصانه ، وعطلوا آيات الصفات ولم يثبتوا سوى سبع صفات والماتريدية جعلوها ثمانية .
هذه بعض أصول الأشاعرة والماتريدية المخالفة لمنهج من اختصوا أنفسهم  بلقب أهل السنة والجماعة و إتباع  السلف الصالح.

 

بين الأشعرية و الماتريدية و السلفية اضغط على الرابط للطبعبين الأشعرية و الماتريدية و السلفية اضغط على الرابط للطبعأنقر هنا

×