عقيدة التوحيد و حرية الإنسان
كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتاب
من خلال تعريفنا للحرية نرى أنها تقوم على أربعة مقومات وهي العقل والإرادة الحرة والقدرة على الفعل مما يجعل الحرية في الإسلام حرية مسؤولة .
الحرية في عقيدة التوحيد كما قال علال الفاسي في كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها هي جعل قانوني يتفق مع إنسانية الإنسان وفطرته وليست حقا لا تعنى أن يفعل الإنسان ما يشاء و يترك ما يريد . تعنى الحرية في عقيدة التوحيد أن يفعل الإنسان ما يعتقد أنه مكلف به وما فيه الخير لصالح البشر أجمعين وإيمان الإنسان بأنه مكلف هو أول خطوة في حريته لأنها أول تحمل للمسؤولية التي ستناط به .
والحرية في عقيدة التوحيد مظهر من مظاهر التكريم الإلهي قال تعالي : " ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر والبحر" الإسراء 70-
كما أن الحرية في عقيدة التوحيد فطرة إنسانية إذ الحرية في الإسلام تنظر إلي المعنى الأصيل في اللغة العربية للحرية
فالحر ضد الزائف فالإنسان الحر هوغير الزائف أي الذي تتصور فيه الفطرة الإنسانية متغلبة علي الطبيعة الحيوانية.
إذا كانت المساواة من مقاصد الشريعة الإسلامية لزم أن يتفرع على ذلك أ ن استواء أفراد الأمة في تصرفهم في أنفسهم مقصد أصلي من مقاصد الشريعة وذلك هو المراد بالحرية.
لقد حررت عقيدة التوحيد الإنسان من الخوف والجبن والطغاة و أصحاب النفوذ و أرباب المال فعقيدة التوحيد إذن تؤهل الإنسان للتحرر في القول و العمل و الفكر في نطاق الالتزام بروح الإسلام الذي أسقط الكهانة و أبطل سلطان رجال الدين على الضمائر و نفى عنهم القدرة على التحريم و التحليل و الإدانة و الغفران . لقد دعت عقيدة التوحيد الإنسان إلي التمسك بالحقيقة و نبذ الأوهام التي تمس المعتقدات والعبادات والمعاملات والمعارف ولن يصل الموحد إلى مبتغاه إلا عن طريق الحجة والبرهان واجتناب الظن وصدق الله العظيم القائل " إن الظن لا غنى من الحق شيئا " فالتفاسير الخرافية للوجود مرفوضة في الدين الإسلامي.
و لا يخفي على عاقل أن " الظلم مؤذن بخراب العمران " كما يقول ابن خلدون فأسباب العمران تتأسس على دعامتي الحرية والعدل ومن هنا رأى زعماء الإصلاح الديني في القرن 19 كالطهطاوي وخير الدين و الكواكبي أن التقدم في العلوم والمعارف والصناعات وتحقيق النهضة لا يتم إلا بدعامتين وهما الحرية والعدل .
الآيات والأحاديث النبوية التي تدعو إلي احترام الحرية الإنسانية وتمنع التسلط باسم الدين كثيرة نذكر على سبيل المثال لا الحصر هذه الآيات:قال تعالى :" قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا " قال تعالى : "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " قال تعالى : "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب"18 سورة الزمر
إعداد الوثيقة : الأستاذ لطفي التلاتلي
عقيدة التوحيد و تحرير الإنسان اضغط على الرابط للطبع