منهجية تحليل النص في مادة التفكير الإسلامي
منهجية تحليل النص في التفكير الإسلاميمنهجية تحليل النص في التفكير الإسلامي النص : قطعة نثرية مكتوبة – ( تحوم بين عشرة أسطر و خمسة عشر سطرا يخرج تخريجا وثائقيا كاملا بذكر اسم الكاتب و الكتاب الذي اقتطف منه النص و الصفحة و الطبعة مع ذكر مكانها و زمانها كما يذكر اسم المجلة أو الدورية و عددها و تاريخها و رقم الصفحة التي أخذ منها النص) – تتضمن هذه القطعة النثرية أفكارا و مواقف و إشكاليات فكرية أو أسلوبية يعبر عنها حقل دلالي و تنظمها وحدة معنوية تربط بين أجزائها كليا أو جزئيا . يذيل النص في مادة التفكير الإسلامي في اختبار الباكالوريا بثلاثة أسئلة وجوبا و هذه الأسئلة ترتبط بمضامين النص و أطروحاته و هذه الأسئلة الثلاثة تكون على النحو التالي : 1- السؤال الأول ينصب على الفهم العام للنص و يقود إلى فهم الإشكالية . 2- السؤال الثاني يكون ذو طبيعة تحليلية ينفتح على بعض المسائل المتفرعة عن الإشكالية المركزية و يقود إلى تحليل أفكار النص و تفكيك عناصره و جزئياته3- السؤال الثالث يستهدف تقويم قدرة المتعلمين على المناقشة و النقد و الاستنتاج و الإضافة و الإثراء و إبراز الموقف الشخصي للتلميذ. ما قبل التحليل حينما يستلم التلميذ ورقة الامتحان قراءة النص : يقرأ التلميذ النص قراءة أولى سريعة بهدف التعرف على نوعية النص و مضمونه و هذه القراءة تتبع بقراءات أخرى متعددة متأملة و متمعنة بغية تذليل الصعوبات التي قد يجدها في النص و نذكر منها:فهم بعض المفردات من خلال سياق النص والوصول إلى إدراك معني بعض العبارات الغامضة و الوقوف عند بعض الصور البيانية و المصطلحات النقدية و كذلك الشأن بالنسبة للكلمات ذات الدلالات المحددة أو الموحية بالمعاني. و أثاء قراءة النص للمرة الثانية و الثالثة و إن استوجب الأمر للمرة الرابعة و الخامسة نقوم بوضع سطر تحت الكلمات و العبارات المفاتيح وفي عملية القراءة هذه يجب أن لا يتسرع التلميذ في إطلاق الأحكام على النص حتى ننتهي منه كليًا. من المهم لحسن فهم النص يتعين على التلميذ الفهم المعجمي للألفاظ و المصطلحات الفكرية و الحضارية المستعملة في النص و بعد الفهم المعجمي يأتي الفهم السياقي بالتوصل إلى ما تحمله الأفكار الواردة في النص من دلالات و معاني ثم بعد ذلك تفكيك معاني النص و معالجتها محوريا بالاهتمام بالأفكار و المواقف و المعاني و الدلالات. التعرف على الكاتب: التعرف على سيرة الكاتب الذاتية لنعرف توجهاته الفكرية حتى لا نقع في خطأ تأويل أفكاره.مثال: إذا قرأنا نصًا لـ عبد القادر عبد الجبار للزمخشري علمنا أنه ينطق بلسان المعتزلة في القول بحرية الإرادة الإنسانية أما ابن الرشد فهو يمثل الموقف الفلسفي و كان له موقف طريف في مسألة أفعال االعباد حيث نفى التعارض العقلي و النصي أما محمد عبده و الأفغاني فهما من زعماء الإصلاح في العصر الحديث ردا على شبهات الإفرنج و حاولا تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول مسألة القضاء و القدر المعششة في أذهان بعض المسلمين . بالتعرف على أفكار الكاتب وتوجهاته وبمعرفة الفترة الزمنية التي أنتج فيها النص نتمكن من تكوين فكرة واضحة عن النص وبالتالي يسهل علينا ربطها بما نعرفه من معلومات سابقة. فهم الترميز في النص إن وجد: يجب أن يدرك التلميذ الترميز الذي قد يشمل بعض النصوص من عنوانها حتى آخر كلمة فيها. في هذه المرحلة ما قبل التحليل و بفضل القراءات المتعددة للنص يسهل على التلميذ تحديد الفكرة التي يعالجها الكاتب أو الموضوع أو القضية و الظروف التي دفعت به إلى الكتابة و الهدف الذي يسعى الكاتب إلى تحقيقه من خلال كتابته كمحاولته الإصلاح و تكون عادة مستخلصة من واقع الكاتب . و في الغالب الأحداث التي يعيشها الكاتب هي التي تفرض عليه هذه الكتابة أو اختيار موضوع ما .
المقدّمـــــة :
تعكس المقدمة مدى فهم التلميذ النص و مدى استيعابه مختلف جوانب المسائل التي يطرحها النص يمكن أن نقسم مقدمة تحليل النص إلى قسمين رئيسيين الأول تمهيد بياني يوصل إلى موضوع النص تترك فيه الحرية للتلميذ صاحب التحرير لا تقيده إلا موضوع النص و في هذا القسم يؤكد التلميذ قدرته على تنزيل القضية التي يطرحها النص في إطارها الفكري أو التاريخي الخ ...و القسم الثاني مشترك يلزم به جميع أصحاب التحرير ويتمثل في التأطير الوثائقي و المعرفي و تحديد جنسه( نص سحالي تحليلي نقدي تقريري وصفي...إلخ ) و طرح الإشكالية وهي عبارة عن عرض تخطيط موجز لموضوع تحليل النص و يكون غالبا في شكل تساؤلات من المستحسن أن لا يكرر فيها أسئلة النص حرفيا و يحاول إعادة صياغتها أو عرض لعناصر موضوع التحليل. و من شروط المقدمة أن تكون مفتوحة من اجتهاد التلميذ قصيرة موجزة و مشوقة في بضعة أسطر مناسبة للنص و أن تكتب بعبارات أدبية جميلة و مؤثرة و لا تدرج فيها أية دعامات أو براهين أو شواهد ولا يكون في المقدمة إجابة عن سؤال قد ورد في الأسئلة التي ذيل بها النص .
خلاصة القول تتكون المقدمة من :
- تمهيد عام يوصل إلى موضوع النص وهو عبارة عن مدخل عام يحدِّد إطار الاهتمام المتصل بالموضوع الذي يطرحه النص و في هذا المدخل يتم تنزيل المسألة المطروحة في النص في سياقها الفكري و الحضاري.
-تقديم النص و ضبط مشغله المركزي و في هذه المرحلة يتم التأطير الوثائقي للنص بذكر : نوع النّص ، المصدر، الكاتب ...... بعد ذلك يأتي التأطير المعرفي : تحديد المسألة التي تطرّق إليها النص.
- طرح الإشكالية من خلال الاستعانة بالأسئلة التّوجيهية وفي هذه المرحلة يقترح التلميذ خطوات المعالجة التحليلية النقدية باعتماد تصور منهجي يراعي التدرج في السؤال و في متطلبات المعالجة التحليلية و النقدية و هنا نذكر بضرورة الاستئناس بالأسئلة المقترحة عقب النص دون التقيد بمنطوقها.
2- الّتحليـــــــل :
جوهر التحليل هو الجزء الأساسي من العمل التحليلي و من أبرز علامات سلامة موضوع تحليل النص التوازن بين عناصره فيحلل العنصر الرئيسي أولا ثم العناصر الفرعية ثم الأفكار العارضة و الثانوية و على التلميذ أن يحرص خلال تحليله للنص على سلامة التدرج و متانة الربط بين عنصر و آخر أو فكرة و أخرى . العرض الإجابة عن جميع الأسئلة الواردة في المطلوب ويتوخى فيه الطالب ما يلي:
مراعاة التسلسل في الإجابة عن الأسئلة.
ـ الإيجاز والدقة.
ـ أن تكون الإجابة بقدر السؤال.
ـ عدم الانتقال إلى الإجابة عن سؤال موال حتى يتأكد الطالب من إنهاء الإجابة التي هو بصددها فلا يكون مضطرا للعودة إليها ثانية فتكون إجابته إذ ذاك.
البرهنة و الاستدلال:
الشواهد و الداعمات في تحليل مادة التفكير الإسلامي ضرورية و تكون من داخل النص كما تكون من خارجه و هي سلاح ذو حدين فقد يحسن التلميذ استخدام البراهين من داخل النص أو خارجه في محلها مختصرة في عبارتها فتزيد الفكرة وضوحا و من المهم أن يضع التلميذ الشواهد بين ظفرين و نسبتها إلى صاحبها و الاقتصار منها على موطن الاستشهاد دون زيادة و تطويل و على التلميذ عدم الإكثار منها حتى لا تطغى على التحليل كما أن الدعوم لا تحشر في موضوع التحليل بطريقة عشوائية بل من الضروري وضع الشواهد في سياقاتها المناسبة و ليعلم محلل النص أن للشواهد وظائف نذكر منها وظيفة توضيحية تخلرج بالتحليل من صيغته العامة لربطه أفكاره بنص يدعمها و يؤيدها و يوضح معانيها و يعمق النظر فيها أما الوظيفة التفسيرية للشواهد فيأتى بالشاهد لتفسير معنى غامض في نص التحليل كما الدعوم وظيفة استدلالية تبرز قيمة الاستنتاج و إقامته على دعائم من النص فيدعم المفهوم بالمنطوق و من هنا على التلميذ أن يكون على بينة من أمره حين إيراد الدعائم في نص تحليله هل هو يريد توضيح موقف ؟أو هل يريد تفسير فكرة أو موقف ؟ أو يريد بالاستشهاد الاستدلال؟ .
النقد:
كل المواضيع في حاجة إلى النقد و إما إلى التقويم أو إليهما مجتمعين و التقويم أعم من النقد و أشمل ففي القراءة النقدية التي تأتي بعد التحليل و النقد فكما قيل كل تقويم نقد و ليس كل نقد تقويما و أفضل نقد ما كان موزعا في جميع أجزاء التحرير فيكون لكل عنصر نقده و لكل فكرة نقدها الذي يعقب تحليلها مباشرة .من الأسئلة التي على التلميذ طرحها في كل تحليل لتسهل عليه عملية النقد ( هل يصح كل ما قال الكاتب؟ )هل غلب على النص الأسلوب الإقصائي القائم على التعصب إلى الرأي و النظر إلى الحقائق من زاوية واحد أم غلب على النص طابع التسامح في مواجهة الرأي المخالف ؟
النقاش:
يعني النقاش عرض نقيض الأطروحة أو معارضة الفكرة التي يعرضها النص الذي نحن بصدد تحليله فنقوم بتعديل الأفكار و المواقف المعروضة في النص بمواجهتها برؤية مغايرة أو برأي شخصي مغاير .و في النقد يمكن للتلميذ أن يحدد مواطن الطرافة و الإضافة في موقف كاتب النص أو فكره كما يمكنه الإشارة إلى مواطن الثغرات ة نقاط الضعف إن وجدت و يراوح التلميذ أثناء نفده بين نفي فكرة و إثبات أخرى و تأكيدها أو دحضها و اقتراح تعديلها دون تعسف أو انحياز و في النقد أيضا يشير التلميذ إلى نسبية الحقائق التي يطرحها النص فليس بالضرورة أن يصح قول أو فكر في جميع الأمصار و في جميع العصور فما يصلح في زمان و مكان قد لا يصلح لمكان و زمان آخر.
التحليل من داخل النص:
تفهم دلالات النص و تفكيك وحداته المعنوية و تبين طبيعة المواقف و الأفكار و الإشكاليات التي يطرحها النص و اكتشاف المسكوت عنه و تفجير معانيه و في هذه المرحلة من التحليل على التلميذ طرح هذه الأسئلة: ماذا قال الكاتب؟ كيف قال الكاتب؟ ما دلالة اختياره لهذه الكيفية بالذات؟ ماذا يعنى كاتب النص بقوله ولماذا قال ما قاله؟ هل للكاتب رسالة يريد تبليغها؟
التحليل الخارجي:
وصل أفكار النص المحورية لاكتشاف المسكوت عنه من المواقف والدلالات الغير المصرح بها مع تنزيل النص في الظروف المحيطة بإنتاجه وهنا يحتاج التلميذ إلى ما درسه في مادة التفكير الإسلامي و إلى مطالعاته. دون الخروج عن الموضوع أو الوقوع في الاستطراد المخل. تعتبر مرحلة التأليف إعادة صياغة الوحدات المعنوية للنص صياغة تأليفيةيؤكد فيها ما في حاجة للتأكيد و يبرز المسكوت عنه و يوفر الشواهد و الدعاماتو تعطى الأولوية في تحليل النص للشواهد المستمدة من النص ذاته و بعد ذلك لا مانع من الاستشهاد بدعامات أخرى للكاتب أو لغيره .فالتأليف هو عبارة عن إنتاج التلميذ لنص جديد فيه بلورة لرأي الكاتب و مواقف و دوافعه و مبرراته في المسألة التي طرحها النص وفي التأليف أيضا إضافات التلميذ التي ستميزه عن زملائه في تحليل النص.
الخاتمة:
لا توجد فوارق جوهرية بين خاتمة المقال و خاتمة النص إلا أن في خاتمة تحليل النص يمكن إبراز قيمة النص و تأكيد أهميته كوثيقة فكرية فكرية أو تاريخية أو بذكر من عارضه من المفكرين و بيان النقائص و المطاعن التي آخذوها عليه .تستدعي الخاتمة من التلميذ أن يوليها عناية كاملة باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات تحليل النص و ليست الخاتمة غلقا للموضوع و لا استنفاذا للقول فيه بل الخاتمة هي إلى جانب أنها حوصلة للنتائج المتوصل إليها خلال تحليل النص هي اتخاذ موقف نهائي و إبداء الرأي الشخصي إزاء فكرة أو الموقف موضوع التحليل دون الوقوع في تكرار ما حلل في الجوهر و في الخاتمة يتم فتح أفاق جديدة لموضوع تحليل النص و ذلك انطلاقا مما أفضى إليه البناء العام لتحليل النصو في جزء فتح الأفاق يتم توليد إشكال جديد مستمد من صلب ما ورد من أفكار في النص موضوع التحليل.