الدرس الرابع: الكونية من المنظور الإسلامي
كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتاب
الدرس الرابع : الكونية من المنظور الإسلامي
أتقهم الوضعية: المخالف في الدين
موقف إسماعيل بن إسحاق القاضي قام و رحب بعبدون بن صاعد وزير المعتضد العباسي و كان نصرانيا |
حجته الصريحة أن عبدون بن صاعد وزير و هو سفير الخايفة . رجل يقضي حوائج المسلمين و لم يعتد على المسلمين حتي يتخذوا منه موقفا |
موقف الحضور إنكار ترحيب و قيام إسماعيل بن إسحاق لعبدون بن صاعد النصراني
|
حجتهم المستنبطة أنه نصراني من أهل الذمة و في القيام له استنقاص لمقام المسلم في قومه من يعادي المسلمين |
أحدّد محاور الاهتمام
عنصر1 مفهوم الكونية في التصور الإسلامي |
عنصر 2 منطلقات الكونية و طبيعتها في المنظور الإسلامي |
عنصر 3 تجليات الكونية و متطلباتها |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كلمات مفاتيح في نص الوضعية -هذا الرجل يقضي حوائج المسلمين |
كلمات مفاتيح في نص الوضعية قال تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم ) الممتحنة 8 |
كلمات مفاتيح في نص الوضعية - قام له - رحب به |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
1- مفهوم الكونية في التصور الإسلامي :
قال الله تعالى : ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء 107
قال الله تعالى : ( و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) سبأ 28
الكونية : عالمية المبادئ و القيم الإنسانية التي تصلح كونيا لكل إنسان في أي مكان و زمان .
العولمة : جعل العالم عالما واحدا موجها توجيها واحدا في إطار حضارة واحدة .
2- منطلقات الكونية و طبيعتها في المنظور الإسلامي :
أ- منطلقات الكونية :
قال الله تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء 1
قال الله تعالى : ( و لقد كرمنا بني آدم ) الإسراء 70
عن جابر بن عبد الله قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في وسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال : يا أيها الناس إن ربكم واحد و إن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم ألا هل بلغت قالوا : بلى يا رسول الله قال : فليبلغ الشاهد الغائب ) البيهقي : شعب الإيمان
من منطلقات و أسس الكونية في الإسلام :
وحدة الإنسانية : وحدة الخلق + وحدة الأصل البشرى ( آدم )
وحدة المصير البشري
عالمية التكريم الإنساني
عالمية الأخلاق و القيم و المبادئ
عالمية العدل و المساواة
عالمية الحرية
عالمية الخطاب القرآني
عالمية التعقل و المعرفة
عالمية الرسول و الرسالة المحمدية
وحدة الكون ( وحدة سننه و قوانينه )
الأخوة الإنسانية و هي نقيض العنصرية و التعصب و القبلية
بيان معالم المرجعية الإسلامية للوعي بالآخر |
|
التعابير الدالة الدلالات |
|
خلقكم من نفس واحدة |
وحدة الخالق و المصدر |
شعوبا و قبائل لتعارفوا |
مشروعية الاختلاف و التنوع |
كرمنا بني آدم |
الإنسان كائن مكرم |
إني جاعل في الأرض خليفة |
الإنسان خليفة الله |
لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي |
المساواة الإنسانية و منع التمييز و العنصرية |
هلكوا جميعا – نجوا جميعا |
المسؤولية الجماعية و ضرورة الوعي بالآخر |
ب- مبادئ الكونية :
- حرية المعتقد و أداء الشعائر الدينية : قال الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) البقرة 256
- الاختلاف مشيئة إلهية : قال الله تعالى : ( و لو شاء ربك للآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99
- الأمر بالعدل و القسط و التعاون و التضامن مع المخالفين في الدين و الفكر : قال الله تعالى : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) الممتحنة 8
- منع الاعتداء في الحروب كما في السلم :قال الله تعالى: ( و قاتلوا الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) البقرة 189
- تحريم قطع أرحام الإنسانية: قال الله تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء1
مبادئ سالبة |
مبادئ موجبة |
||||
المبدأ |
العبارات المناسبة |
أثرها |
المبدأ |
العبارات المناسبة |
أثرها |
الإكراه |
لا إكراه في الدين |
النفاق +عدم الاقتناع |
القسط |
يحب المقسطين |
الأمن و الراحة |
العنصرية |
و التحريم للعنصرية |
الحقد |
التقوى |
إلا بالتقوى |
العمل الصالح |
الظلم |
قهرا بغيا |
الحقد |
العدل |
تقسطوتا إليهم |
تطور العمران |
الاعتداء |
إن الله لا يحب المعتدين |
فساد العمران |
الوحدة |
خلقكم من نفس واحدة |
القوة |
الاستعلاء |
أوجب التفرد بالاستعلاء في الأرض |
الغرور |
المصلحة |
أو تحقيق صالح إنساني |
تحسن ظروف العيش |
التسلط |
تسلطا |
العداوة |
التعاون والبر |
الأرحام أن تبروهم |
الألفة و التقارب و اللحمة |
ج- أدوات الكونية و وسائلها :
قال الله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران 94
- دعا القرآن إلى إصلاح الفكر و العقيدة للتقريب بين الناس و تحقيق الكونية
- من آثار إصلاح الاعتقاد و الفكر حسب الكاتب : عزة النفس، أصالة الرأي ، حرية العقل ، المساواة
- الحوار البناء + الجلوس إلى طاولة المفاوضات المجادلة بالحسنى ، الكلمة الطيبة ، التقريب بين وجهات النظر للوصول إلى نقاط الاتفاق ، وسيلة من وسائل تحقيق الكونية
- النظرة الشمولية للكون وسيلة من وسائل تحقيق الكونية
د-التسامح وسيلة و أداة لتحقيق الكونية :
التسامح : سلوك المسلم الإيجابي مع غير المسلم .
السماحة : سلوك المسلم الإيجابي مع أخيه المسلم
التسامح مفهوم متداول عالميا و هو ضد التعصب و التناحر لأسباب دينية أو مذهبية أو إيديولوجية و يتيح هذا المبدأ التعايش السلمي بين الشعوب و الطوائف و الأديان
عن جابر( قام النبي عليه الصلاة و السلام و أصحابه لجنازة يهودي حتى توارت ) صحيح مسلم - يؤسس هذا الحديث قاعدة في التعامل الإنساني أساسها التسامح الديني و احترام الذات البشرية
الحاجة إلى مكارم الأخلاق لتحقيق التسامح و تجسيده في الواقع المعيش
منطلقات التسامح |
مظاهره في السلوك |
سلامة تفكير المسلم احترام الذات البشرية إصلاح التفكير مكارم الأخلاق في الإسلام ثقة المسلم في عقيدته من أن يزيلها مخالف |
عدم الاشمئزاز عند سماع الملف عدم الاعتداء على الذات و الكرامة الإنسانية الثقة في النفس و في العقيدة قبول مخالفات المخالفين بنفس مطمئنة و صدر رحب دون خوف |
المعاملات العارضة عند الانفعالات الدينية |
المعاملات الدنيوية البحتة |
عدم سب آلهة المخالفين حتى لا يعاملوننا بالمثل فيسبوا الله ( الآية 108 الأنعام ) |
وجوب بر الوالدين و الإحسان إليهما و لو كانا مخالفين للمؤمن في العقيدة ( لقمان الآية 15 ) |
3- تجليات الكونية و متطلباتها :
منتجليات الكونية : حسن التواصل و التعامل مع أهل الذمة : انبناء العلاقة على عقد قائم على مجموعة من الحقوق و الواجبات على كل طرف الوفاء بها . من واجب المسلمين الوفاء بعهودهم مع أهل الذمة و أهل العهد على ما صالحوهم عليه .
مراد باي المرادي الذي لم يكره زوجته المسيحية على دخول الإسلام و أنجبت له رمضان باي الإيالة التونسية سنة 1108 . عند وفاتها دفنت الزوجة المسيحية لمراد باي على الطقوس المسيحية و ابتنى على قبرها الكنيسة القائمة في قرطاج و هي أول كنيسة أنشئت بتونس الحاضرة في العصر الإسلامي
العولمة هي نشر القيم الغربية الرأسمالية في العالم و جعل العالم يسير وفقا للنموذج الغربي في مجالات السياسة و الاقتصاد و الثقافة فالعولمة هي محاولة للقمع و الإقصاء للخصوصية و هي بعبارة مختصرة إرادة للهيمنة .تسعى العولمة إلى فرض ثقافة واحدة للدول الغربية التي تمسك بزمام التقدم الاقتصادي و التكنلوجي و الإعلامي و الثقافي .العولمة هي قمع للخصوصي و الذاتي و إقصاؤه و بالتالي فهي تقوم على احتواء الآخر و الهيمنة عليه و نفيه بعد إقصائه مستعينة في ذلك بالثورة المعلوماتية و التكنولوجية التي مكنت الدول الكبرى من كسر كل الحدود و من دخول كل بيت و و توجيه الرأي العام العالمي و التأثير على الصغير تأثرها على الكبير و في هذا السياق يقول الدكتور مصطفى محمود بأن العولمة"نظام عالمي يهدف إلى تجريد الحضارات من ثقافاتها و من هويتها حتى تكون تحت طوع الدول الكبرى و سيطرتها " أما سيار الجميل فيقول بأن " العولمة ما هي إلا عملية اختراق لذهن الإنسان و ثقافته و كذلك فهي اختراق للمجتمعات و تفكيرها و الثقافات التي تؤمن بها". الكونية و العالمية في الإسلام ليست العولمة فهي تعترف بالتنوّع الثقافي و احترام خصوصيات الآخرين و هذا التنوع الثقافي يسمح بانفتاح الثقافة الخاصة على الثقافات الأخرى المغايرة و الاقتباس المتبادل من حين لآخر. إن الكونية في الإسلام من ثوابتها التضامن و التكافل الإنساني و حب الإنسان لأخيه الإنسان و هذا ما يجعل تعاليم الإسلام و مبادئه أرضية صالحة لبناء عالم مخالف لعالم العولمة عالم يقاوم احتكار الحاجيات الأساسية للإنسان، عالم يجعل القانون هو الفيصل لفض النزاعات و الخلافات بين الدول بعيدا عن منطق الحروب التي حصدت و ما زالت تحصد اأرواح الأبرياء من المدنيين العزل في كل أنحاء الأرض تحت راية العولمة.
أَهَّلَ القرآن الإنسان ليكون إنسان العصر في عصر العلاقات العالمية بالاحتكام إلى العقل و بالتسامح و بالنهوض بأمانة التكليف و بالإحسان في العمل و اجتناب الإساءة و باطمئنان الضمير إلى ما خفي من الغيب
الخصوصية تعبير يراد به المعنى الذي يدل على أصالة الهوية الثقافية لشعب حيث يدخل التراث كمميز للخصوصية . التمسك بالهوية يحمي من مواجهة العولمة من منطلق الضعيف المهزوم و يجعل المواجهة من منطلق القوي بفكره و قيمه و دينه و ثقافته
مقتضيات العالمية |
مقتضيات الخصوصية |
تقارب الشعوب و تفاهمها و تضامنها تحقيق التقدم بين أبناء البشر حماية حقوق الإنسان تعزيز السعادة البشرية و تقدمها في كل كان إقامة سلام عالمي يوفر الأمن و الحرية و العدالة لكل البشر |
الحفاظ على القيم الروحية و الأخلاقية و الاجتماعية و الاقتصادية الموجودة في الإسلام توثيق أواصر الصداقة الأخوية و الروحية القائمة بين الشعوب الإسلامية . حماية التراث المشترك القائم على المبادئ الإنسانية |
قال الله تعالى : ( و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين ) يونس 99
ليس من مقاصد الإسلام فرض إيديولوجية عالمية .
يمكنك طبع الدرس الرابع الكونية من المنظور الإسلامي
الهوية و الخصوصية
الإسلام و التنوع الثقافي