الدرس 2: الحرية و القدر
المسألة الأولى : التوحيد و الحرية الدرس الثاني : الحرية و القدر
موقف عمر بن الخطاب و أبي عبيدة بن الجراح في التعامل مع القدر و حجة كلّ واحد منهما
القدر |
|
موقف عمر بن الخطاب رجع بالناس عدم الدخول إلى أرض الوباء فهم واع للقدر الإنسان حر مسؤول صانع للقدر |
موقف أبي عبيدة رضي الله عنه عدم الرجوع عن أمر اتخذ مسبقا -فهم سابي للقدر الإنسان مجبور خاضع |
الفرار من قدر الله إلى قدر الله حجة عقلية ضرب مثلا على ذلك بالأرض الجدبة والأرض الخصبة - المفاضلة بين الأقدار – قياس |
وجوب عدم الفرار من قدر الله حجة غيبية |
أحدّد محاور الاهتمام حسب نص الوضعية أتأمل و أستكشف
السؤال 1 : حدِّد مفهوم القضاء و القدر |
السؤال2 : علام يدل اختلاف المسلمين في مسألة القضاء و القدر ؟ ماهي خلفيات و أسس المواقف المتناقضةفي القضاء و القدر ؟ |
السؤال 3 : ما حدود المقالات المختلفة في القضاء و القدر ؟ |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كلمات مفاتيح في نص الوضعية أفرارا من قدر الله ؟ رعاها بقدر الله |
كلمات مفاتيح في نص الوضعية ارجع بالناس لا ترجع بالناس لو غيرك قال هذا فقال بعضهم و قال بعضهم |
كلمات مفاتيح في نص الوضعية استشارة الناس اتخذ قراره أرأيت أليس |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أنشطة مناسبة
|
أنشطة مناسبة
|
أنشطة مناسبة
|
اعتبر ابن رشد مسألة القضاء و القدر من أعوص المسائل الشرعية فهي مسألة كما يقول عبد العزيز المجدوب في كتابه أفعال العباد شديدة الصلة بخالقيته تعالى و سائر صفاته و لا سيما بتوحيده لهذا قام البحث في القدر و لأجله كان لجوء المتنازعين فيه إلى القرآن نفسه يلتمس كلّ منهم سندا لرأيه بالأخذ مع التسليم أو مع التأويل و غاية الجميع توحيد الباري. لقد طرحت مسألة القضاء و القدر في الفكر الإنساني في الفلسفات القديمة عند اليونان و الفرس و الهنود و غيرهم و لم تشغل بال المسلمين في عهد الرسول و قد ساهم العامل الحضاري و الفكري في انتشارها و اتّساعها و خاصة مع دخول الكثير من الأعاجم في الإسلام إلى جانب تلاقح الأفكار و ارتقاء المستوى الفكري لدى المسلمين مما دفعهم إلى معالجة مقولات و قضايا كانت مطروحة في الثقافات الوافدة.
1- مفهوم القضاء و القدر :
2- وردت في لسان العرب لابن منظور معان عديدة للقضاء و القدر منها :
القضاء : الحكم و الفصل – الخلق و التقدير – الإحكام والفراغ من الشيء –
القدر : القضاء و الحكم – العلم و التيسير و التدبير
نستنتج تلازم المفهومين لغة فالقضاء والقدرأمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخرلأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء فمن رام الفصل بينهما هدم البناء و نقصه .
القضاء و القدر اصطلاحا : الايمان بأن الله علم بالأشياء و كتبها قبل وقوعها و أن ما عَلِمَه و كتبه متحقق حتما وفق مشيئته و بخلقه .
الايمان بالقضاء و القدر ركن من أركان العقيدة الإسلامية
نهى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم عن التخاصم في القدر و ذلك لا يتناقض مع استثمار طرح القضية قصد بناء مواقف إيجابية من المسألة و نقد الأطروحات و المواقف السلبية
مصطلحات الدرس حسب السندات 5 و 6 بالكتاب المدرسي صفحة 30
المصطلح |
تعريفه |
القضاء |
هو حكم الله الواقع في الأزل بمشيئته تعالى بما سيكون عليه أمر الكون و الكائنات في وجودهم و أحوالهم في الدنيا و الآخرة و كتبه في كتاب علمه المسمى اللوح المحفوظ – القدر هو تحديدالأمر و ضبط الشيء بمقدار معين |
القدر |
هو إيجاد الله الكائنات و تسيير الأحداث في الدنيا و الآخرة بشكل مطابق لما سطره الله في القضاء القضاء في الأزل و القدر فيما لا يزال |
الحرية |
إثبات حرية الإنسان و اختياره لأفعاله - لقد خلق الله الإنسان حراً، وخلق بني آدم أحراراً، ليسوا بعبيد للعبيد، وهذا هو الأصل فيهم، والله عز وجل أعطى الإنسان إرادة، ومشيئة، واختياراً، فليس العبد مجبوراً على عمل، وإنما هو حر في اختياره ومشيئته، وبناء على هذه الحرية في الاختيار والمشيئة؛ يحاسبه الله عز وجل، فلو كان العبد مكرهاً مجبراً لا حرية له في الاختيار، فإن الله لا يؤاخذه على أفعاله |
الجبر
|
الجبر = الجبر في اللغة : جبره على الأمر و أجبره:قهره عليه،و أكرهه على الإتيان به. الجبر في مصطلح علماء العقائد الإسلامية الجبر:إجيار الله تعالى عباده على ما يفعلون،خيراكان أو شرا،حسنا كان أو قبيحا،دون أن يكون للعبد إرادة و اختيار الرفض والامتناع،و يرى الجبرية الجبر مذهبا يرى أصحابه أن كل ما يحدث للإنسان قدر عليه أزلا،فهو مسير لا مخير |
الكسب |
إقتران قدرة الإنسان و هي قدرة حادثة بالقول الذي يروم القيام به دون أن يكون لقدرته أثر في إيجاد الفعل |
جدول يوضح معالم مقولات الفرق الكلامية الثلاث من مجبرة و معتزلة و أشعرية في مسألة حريّة الإرادة الإنسانية
المذهب |
المقالة |
الجهمية - المجبرة - الجبرية |
الإنسان مسيَّر و غير مسؤول يقول بنفي الحرية الإنسانية و بإنكار الاختيار ويهدف توحيد الله و تنزيهه عن الشريك |
المعتزلة –أهل العدل |
الإنسان مخير مسؤول أثبتوا للإنسان الاستطاعة أو القدرة على أفعاله الاختيارية حيث أنكرها الجهمية |
الأشاعرة-أهل الحق |
الإنسان مخير ضمن المشيئة الإلهية - يرتكز مذهبهم على رفض مقولة الجبر و الاعتزال مقابل القول بنوع من الحرية و الاستطاعة |
يقول ابن رشد في كتابه مناهج الأدلة صفحة 114 : إذ من وجود الفاعل في الشاهد استدللنا على وجود الفاعل في الغائب.أما ابن القيم الجوزية فيقول في شفاء العليل صفحة 151 : و ليس الممتنع إلا أن يكون مستقلا بالإيجاد و هذا غير لازم لكونه فاعلا .من هاتين المقولتين نتبين أنه رغم إختلاف مرجعياتهم الفكرية فقد أثبت ابن القيم و ابن رشد كالماتريدي الفاعلية للإنسان أما المذهب الجبري الذي نفى اختيار الإنسان لأفعاله زاعما أن كل أفعال الإنسان اضطرارية خلقها الله و ليس للإنسان قدرة و لا مشيئة فالإنسان حسب المجبرة مسيّر في كل أفعاله فلا يقدر على شيء و لا يختار و لا يفعل و لا يخلق بل ينسب له الفعل مجازا أما الثواب و العقاب فهو أيضا جبر و لمبالغة الجبرية في إثبات قدرة الله على حساب عدله فقد اندثر مذهبهم لعقمه .جاء في كتاب الملل و النحل للشهرستاني قول الجهم بن صفوان زعيم المجبرة : إنّ الإنسان ليس يقدر على شيء و لا يوصف بالاستطاعة و إنّما هو مجبور على أفعاله لا قدرة له و لا إرادة و لا اختيار و إنّما يخلق الله تعالى الأفعال فيه على حسب ما يخلق في سائر الجمادات و ينسب إليه الأفعال مجازا.بمثل هذا القول يرفعل المجبرة عن الإنسان تبعة أعماله كلّها و يحمّل القدر وزرها و مثل هذا القول يؤدي إلى إسقاط الرجاء و الخوف عن الإنسان و يقوده إلى الاستسلام و الانهزام و عدم الفاعلية و كل ذلك يتنافى مع وظيفة الاستخلاف التي خلق من أجلها الإنسان .لقد جرّم المجبرة الإله من حيث أرادوا توحيده و تنزيهه عن المثيل و الشريك و حمّلومه مسؤولية ما يحدث للبشر من مآسي و هذا يتعارض مع ما وصف به الله به نفسه في وحيه من الحكمة و العدل و الرحمة و اللطف
هناك علاقة تلازمية بين قضايا ثلاث : الحرية + التكليف + الحكمة الإلهية
|
يرتكز قول المعتزلة في مسألة أفعال العباد على إثبات الحرية للإنسان و اختياره لأفعاله و أجمع المعتزلة على أن الإنسان قادر و خالق لأفعاله خيرها و شرها و ذهبوا بأن الله لا يريد و لا يوجد إلا أفعاله كالخلق و الإحياء و الإماتة و ابتلاء العباد و كما ذهبوا بأن الإنسان موكول إليه أمر اختياره لفعله و لكن الله يعلمه أزلا قبل حدوثه و بهذا القول خالفوا فرقة القدرية التي نفت العلم الإلهي يقول القاضي عبد الجبار من المعتزلة في كتاب شرح الأصول الخمسة صفحة 771 : "إذا سألك سائل عن أفعال العباد أهي بقضاء الله تعالى و قدره أم لا ؟ كان الواجب في الجواب عنه أن نقول : إن أردت بالقضاء و القدر الخلق فمعاذ الله عن ذلك .وكيف تكون أفعال العباد مخلوقة للّه تعالى و هي موقوفة على قصورهم و دواعيهم و إن شاؤوا فعلوها و إن كرهوا تركوها " لقد ميّز المعتزلة بين نوعين من الأفعال ،أفعال يخلقها الله في العبد فيكون العبد غير مسؤول عنها و لا يختارها كاللّون و الجنس و الطول و القصر فهذه الأفعال لا يحسن بها المدح و الذم ،أما النوع الثاني من الأفعال فهي أفعال يخلقها الإنسان بنفسه و يختارها فيكون بذلك مسؤولا عنها كالإيمان و الكفر و الصدق و الكذب و هذه الأفعال يصحّ بها المدح و الذمّ. و القول الذي كان موضع سجال و فتن بين المعتزلة و خصومهم من أهل السنة عدم جواز أن يكون الله خالقا لأفعال العباد لأن في أفعال العباد الظلم و الجور فلوكان الله خالق لأفعال العباد لوجب أن يكون ظالما جائرا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.و لو كان الإنسان حسب مقولة المعتزلة غير خالق لأفعاله لكان عاجزا عن الفعل و الترك و بذلك لا يصح التكليف عبر الأمر و النهي الإلهي كما لا يصح الوعد و الوعيد .و لقد نقدت مقولة خلق الإنسان لأفعاله من خصوم المعتزلة بأن القول بخلق الأفعال يترتب عليه القول بمحدودية قدرة الله سبحانه و تعالى .
قول الشيخ عبد القادر ( نازعت أقدار الحق بالحق للحق ) أقدار =سنن – الحق = الله - بالحق = بالعدل – للحق = للعمل الصالح المشروع = هناك فرق حسب الشيخ عبد القادر بين التسليم بالقدر و التسليم له
يقول أبو حيان التوحيدي : ( و الملحوظان صحيحان و اللَاحظان مصيبان )= يعود أصل الاختلاف في مسألة القضاء والقدر إلى السمع .
عبّر محمد عبده عن مقولة التوحيدي بأن الملحوظان صحيحان و الملاحظان مصيبان بطريقة مغايرة نلخصها في الجدول التالي
جهات مختلفة للنظر |
|
مقومات الإرادة الإنسانية حرية الفعل و الإرادة + الاختيار + العقل المميز (الكاسبين الفاعلين المحدثين اللائمين الملومين المكلفين) |
مقومات القدرة الإلهية قدرة الله مرجع لجميع الكائنات لا شيء سوى الله يمكن له أن يمد العبد بالمعونة فيما لم يبلغه كسبه -( الله هو المنشئ المانع القدير البارئ - المعين المصور المنقذ) |
حرية إرادة الإنسان لا تقدح في الإرادة الإلهية إذ أن إرادة الإنسان و حريته لا تخرج عن الإرادة و القدرة و المشيئة الإلهية
الفرق بين الكسب و الخلق
في معنى الكسب |
في معنى الخلق |
صرف العبد قدرته و إرادته نحو الفعل كسب |
إيجاد الله الفعل عُقيب ذلك |
الكسب واقع بآلة |
الخلق واقع دون آلة ( كن فيكون ) |
الكسب مقدور وقع في محل قدرة |
الخلق ليس محل قدرة الإنسان |
الكسب لا يصح إنفراد القادربه |
الخلق يصح إنفراد القادر به |
الفعل الواحد مقدور لله تعالى بجهة الايجاد و للعبد بجهة الكسب |
ذات الحركة و وجودها واقع بقدرة الله |
الكسب هو عنوان نظرية الإمام أبي الحسن الأشعري في مسألة القضاء و القدر و تقوم نظرية الكسب على اعتبار أنّ للإنسان قدرة تمكنه من اختيار فعله و على أساس هذا يتم الحساب من جزاء و عقاب و توصف قدرة الإنسان في تعريف الأشاعرة للكسب بأنها قدرة حادثة و معنى حدوثها أن الإنسان عندما يختار الفعل يُحدث الله فيه ظرفية تلازمية مدة القيام بالفعل .فاختيار الإنسان للفعل هو كسبه . و لا يصح القول حسب نظرية الكسب أن الإنسان خلق فعله كما قالت المعتزلة و إنما خالق الأفعال في نظرية الكسب الأشعري هو الله تعالى. جاء في مقدمة الأشعري لكتاب الإبانة صفحة 8: "لا يكون في الأرض شيء -شرّ و لا خير- إلاّ ما شاء الله ... و أن لا خلق إلا الله ...و أنّا نؤمن بقضائه و قدره فما أصابنا لم يكن ليخطئنا و ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا."أما في كتاب اللّمع في الرد على أهل الزيغ و البدع صفحة 134 فقد قال الأشعري:" و ممّا يدلّ على أن الاستطاعة مع الفعل للفعل أنّ من لم يخلق الله تعالى له استطاعة محال أن يكتسب شيئا فلما استحال أن يكتسب الفعل إذ لم تكن استطاعة صحّ أنّ الكسب إنّما يوجد لوجودها." خلاصة قول المذهب الأشعري أن أفعال الإنسان مخلوقة لله خيرا كانت أو شرّا و الإنسان يكسسب هذه الأفعال و لا يخلقها و يحاسب على كسبه و تسمية الكسب مأخوذة من الاصطلاح القرآني إذ ورد هذا اللفظ في أكثر من آية كالآية 38 من سورة المدثر و الآية 286 من سورة البقرة و الآية 30 من سورة الشورى التي جاء فيها ( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) لقد انطلق الأشعري في نظرية الكسب من معتقد أهل السنة من أنه لا خالق إلا اللهو أن لا شيء يحدث في الكون إلا بمشيئتهو على هذا الأساس يكون الفعل من الله خلقا و من العبد كسبا و إن شئنا نقول يكون الفعل واقع بقدرة الله قضاء و قدرا و واقع بقدرة الإنسان اختيارا و تنفيذاو بهذا يترتب على فعل الإنسان جزاء من جنس الفعل خيرا كان أو شراجاء في كتاب الكشاف للتهانوي : " فيكون فعل العبد مخلوقا لله تعالى إبداعا و إحداثا و مكسوبا للعبدو المراد بكسبه إيّاه مقارنته بقدرته و إرادته من غير أن يكون هناك تأثير "
أوجه الافتراق و الاختلاف بين مقولة المعتزلة و الأشعرية
المعتزلة |
تتعلق به الإرادة الإلهية إقدارا عليه |
عند القاضي عبد الجبار |
تتعلق به الإرادة الإنسانية خلقا |
فعل الإنسان |
الأشعرية |
تتعلق به الإرادة الإلهية إيجادا له |
عند أبي بكر الباقلاني |
تتعلق به الإرادة الإنسانية كس |
جوهر الاختلاف بين الفرق الكلامية في وجود الفعل الإنساني بالنظر إلى مصدر كلّ من مقوّميه الانبعاث الإرادي و التحقّق الخارجي
|
الفعل الإنساني |
|
انبعاث إرادي
|
+ |
تحقق خارجي |
أسباب اختلاف مقالات المتكلمين في التعبير عن العلاقة بين الإرادة الإلهية و الإرادة الإنسانية مقالات المتكلمين في التعبير عن العلاقة بين الإرادة الإلهية و الإرادة الإنسانية رغم قناعتهما بأن تكليف الإنسان يتناقض عقلا و شرعا مع الجبر
الأشاعرة |
الإنسان حرُّ الإرادة + لأنه مكلف |
نفي دعوى المشاركة لله في الصنع . إثبات أن الله خالق كل مخلوق سواء كان من أكساب العباد أو من غير أكسابهم = |
=الإنسان كاسب لأفعاله |
المعتزلة |
الإنسان حرٌّ الإرادة + لأنه مكلف |
تنزيه الله عن الشر و الظلم لا يفعل الله إلا الصلاح و الخير نفي التفاوت عن خلقه تعالى |
= الإنسان خالق لفعله |
مقارنة بين المجبرة و الأشاعرة و المعتزلة :
المجبرة أو الجهمية : مبالغة في إثبات قدرة الله على حساب عدله
أهل السنة : ( الأشعرية + أهل الحديث + الماتريدية ) التوسط بإثبات قدرة الله و عدله معا
القدرية و منهم المعتزلة : مبالغة في إثبات عدل الله على حساب قدرته
جعل ابن القيم الجوزية المفاهيم المتعلقة بالإرادة الإلهية عائلتين:1- الأمر التكويني 2- الأمر التشريعي و هذه خصائص كل الأمرين
الأمر التكويني |
الأمر التشريعي |
قدري + خلق + أمر مثال خلق الكون والأعيان والأفعال والموجودات |
ديني + شرع أمر تشريعي إما طاعة و امتثال أو عصيان وكفر و فسق |
كما جعل ابن القيم العلاقة بين المحبّة و المشيئة الإلهية أربع حالات
حالة الاقتران بالوجود |
ما وجد من شرع الله تعلقت به المحبة و المشيئة جميعا فهو محبوب للرَّب واقع بمشيئته |
حالة افتراق1 |
ما لم يوجد من شرعه تعلقت به محبته و أمرهالديني و لم تتعلق به مشيئته |
حالة افتراق 2 |
ما وجد من الكفر و الفسوق و المعاصى تعلقت به مشيئته و لم تتعلق به محبته و لا رضاه و لا أمره |
حالة الاقتران بالعدم |
ما لم يوجد منها لم تتعلق به مشيئة و لا محبةته و لا محبته |
المتمعّن في الآيات القرآنية التي لها علاقة بالعل الإلهي يقسمها إلى قسمين آيات في الشأن التكويني و أخرى في الشأن التشريعي و هذه أمثلة على ذلك
آيات في الشأن التكويني |
آيات في الشأن التشريعي |
قال تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) الأنعام 123 |
قال تعالى :( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء 58 |
قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) الأحزاب 33 |
قال تعالى : ( و ما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) النساء 64 |
قال تعالى :( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) يس 82 |
قال تعالى : ( و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء 23 |
قال تعالى : ( و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) البقرة 102 |
|
قال تعالى : ( و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء |
من أسباب اختلاف الفرق الكلامية الثلاث المجبرة و المعتزلة و الأشعرية في مسألة أفعال العباد التفسير و التأويل إذ اعتمد كثير من أصحاب الفرق الكلامية على التأويل و هو صرف اللفظ عن معناه لتبرير مواقفهم فنراهم يستدلون بظواهر النصوص القرآنية و الحديثية إذا وافقت مذاهبهم و يعتبرون تلك النصوص محكمة و إن لم توافق بعض النصوص القرآنية و الحديثية مواقفهم أوّلوها و اعتبروها من المتشابه و لذلك نقول بأن التأويل يقسم إلى تأويل محمود و تأويل مذموم فاسد لا يعتد به .إن القواعد العامة و الأصول الكلّية التي يجب أخذها في الاعتبار عند كل تأويل للنّص القرآني أو الحديثي أن لا يخالف هذا التأويل مقاصد الشريعة الإسلامية .فالتأويل لا يعنى بحال توظيف و تطويع النصوص و التعسف عليها خدمة لأغراض مذهبية .كما يقسّم النص القرآني إلى محكم و متشابه فالمحكم هو ما كان معناه واضحا لا إشكال فيه أما المتشابه ففيه التباس و من هنا لا يجب أخذه على ظاهره بل يجب تأويله و إعمال العقل فيه .و كمثال على هذا قوله تعالى في سورة النحل الآية 93 : و لو شاء الله لجعلكم أمّة واحدة و لكن يضلّ من يشاء و يهدي من يشاء و لتسألن عمّا كنتم تعملون.- فهذه الآية من المتشابه و قد اختلف المعتزلة و أهل السنة في تأويلها فقال الزمخشري من المعتزلة أن من يشاء في الآية يعود على الإنسان فهو الذي يشاء و بذلك تكون المشيئة إختيار إنساني .أما أبو السعود من أهل السنة الأشعرية فقد فسر في كتابه إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المشيئة في الآية 93 من سورة النحل بأنها مشيئة إلهية و أن الإنسان يكتسب الفعل و لا يخلقه كما تقول المعتزله.
و كان العامل السياسي و الحضاري إلى جانب العامل العقدي سببا من أسباب الاختلاف في مسألة القضاء و القدر فمقولة المجبرة في أفعال العباد هي نقيض ما ذهبت إليه فرقة القدرية و هي فرقة ظهرت قبل ظهور المذهب الجبري وقبل ظهور المذهب الاعتزالي و دانت فرقة القدرية بالاختيار المطلق لللإنسان. يعود انتشار المذهب الجبري إلى أن الدولة الأموية تبنته بصفة رسمية تبريرا للسلطة باسم القدر الإلهي و تعطيلا لمبدأ الشورى أما العامل الحضاري في انتشار مقولة الجبر أن المسلمين وجدوا في هذه المقالة عزاء لما حل بهم من الفتن و المصائب بعد وفاة الرسول و بعد حروب الردة و بعد مقتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين و بعد مصرع الحسين و آل البيت على أيدي الخلفاء الأمويين. لقد كان من آثار مقولة الجبرتحت رعاية االدولة الأموية تردي الأوضاع على المستويين الاجتماعي و السياسي فهيأ ذلك الأرضية الملائمة لظهور المذهب المعتزلي الذي أتي كرد فعل سياسي من أجل إعادة الحكم الشوري و كرد فعل اجتماعي لمقاومة الفكر الانهزامي الاستسلامي في ظل حكم الأمويين بعد تبني الدولة العباسية في عهد المأمون و الواثق و المعتصم المذهب المعتزلي و محاولة فرضها على المسلمين ليظهر المذهب الأشعري للتوسط بالقول في مسألة أفعال العباد بين مقولة المجبرة و مقولة المعتزلة مع الإشارة أن الإمام أبي الحسن الأشعري كان معتزليا ثم خلع ثوب الإعتزال و أسس مذهبا خاصا به أخذ فيه بأصول أهل السنة في العقيدة و بمنهج المعتزلة في معالجة القضايا و لتأمين استمرار الولاء للدولة و للقضاء على الفتن و للحفاظ على السلطة أزيل المذهب الاعتزالي ليحل محله المذهب الأشعري ليصبح محل اتفاق بين السلطة و عامة المسلمين مع الخليفة العباسي المتوكل الذي سيسجن و يطارد و يقاتل المعتزلة مناصرة للمذهب الأشعري ليطلق عليه مذهب أهل السنة و الجماعة في ذلك العصر.
يمكنك نسخ الدرس 2 الحرية و القدراضغط على الرابط