Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

تعريف الاستنساخ و حكمه

أنقر هناكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

الاستنساخ : تعريفه مجالاته تطبيقاته و حكمه في الإسلام

تعريف الاستنساخ:
كلمة "Cloning" أو استنساخ تعني عمل نسخه جينيه طبق الأصل للنسخه الجينيه الأصليه لأي كائن سواء من النباتات أو الحيوانات.

 فالاستنساخ هو : توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بييضة منزوعة النواة ، وإما بتشطير بييضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء .

 الاستنساخ: هو تكون كائن حي كنسخة مطابقة من حيث الخصائص الوراثية، والفيزيولوجية، والشكلية، لكائن حي آخر، وهو يتم في النبات والغراس والحيوان والإنسان.

 أنواع الاستنساخ ثلاثة هي:

 1- الاستنساخ العذري: الذي يتم فيه تفعيل البييضة الأنثوية غير المخصبة بنطفة ذكرية، بوسائل عدة لدفعها إلى النمو والانقسام مكونة جنيناً، يتطابق مع صاحبة البييضة في الخصائص.

 2- الاستنساخ الجنسي: الذي يتم فيه فصل خلايا البييضة المخصبة وهي في بداية انقسامها، لإنتاج عدة أجنة متطابقة مع بعضها.

 3-الاستنساخ اللاجنسي: الذي يتم فيه غرس نواة خلية جسدية غير جنسية في بييضة أنثوية مفرغة من محتواها الجيني، وادماج الخلية في البييضة وتحفيزها على الانقسام، لتنتج جنيناً مطابقاً في خصائصه لمن أخذت منه الخلية الجسدية.

 لقد شرع في إجراء تجارب الاستنساخ الحيواني منذ سنة 1938م، بطريق الاستنساخ الجنسي، وكانت قاصرة على الضفادع، ثم انتقلت إلى الحيوانات الأخرى في بداية الثمانينات، ثم أجريت تجارب الاستنساخ الجنسي على الإنسان في سنة 1993م، ثم أجريت تجارب الاستنساخ اللاجنسي على الحيوان في سنة 1995م ونتج من ذلك شاتان هما "موراج" و"ميجان"، ثم بعدهما بنفس التقنية في سنة 1996م ولدت "النعجة دوللي" وتتابعت أبحاث الاستنساخ حتى يومنا هذا. 

من المجالات التي طرقها الاستنساخ بالفعل: هي استنساخ النباتات والمغروسات والحشرات، والحيوانات، ويتصور أن تكون هناك أبحاث تجرى لاستنساخ البشر أو أعضائهم، يقوم بها العلماء الآن.

 أمثله مختلفه للاستنساخ في الطبيعه:
منذ بلايين السنين وحتي الآن يتم في الطبيعه عمليات كثيره للاستنساخ بدون تدخل الانسان.
فمثلاً بعض الحيوانات مثل اللافقريات الصغيره من الديدان وبعض أنواع الأسماك و السحالي و الضفادع تحدث لها في الطبيعه عمليات استنساخ. إن البويضات الغير مخصبه لهذه الحيوانات يمكن لها تحت ظروف معينه في الطبيعه أن تنمو لتكون الحيوان الكامل و بذلك تعتبر نسخه

 في عالم النباتات تحدث عمليات استنساخ طبيعيه لبعض النباتات مثل الفراوله و البطاطس و البصل. فعندما ينمو جزء من الجذع يسمى "runner" يمكن له ان يمتد بجوار النبات الأصلي و يتكون له جذور ثم يتحول إلي نبات كامل جديد يعتبر نسخه طبق الأصل من النبات الأصلي. وقد استفاد الانسان من هذه الظاهرة الطبيعيه منذ آلاف السنين حيث يقوم بتقطيع جزء من النبات و زرعه لينمو نبات جديد هو نسخه طبق الأصل من النبات الذي قطع منه هذا الجزء. والجدير بالذكر أنه في نهاية الجزء المقطوع تنمو كتله من الخلايا الغير متخصصه تسمي "Callus" وهي قادره علي النمو عندما تزرع لتنتج خلايا متخصصه لتكون اجزاء النبات المختلفه مثل الساق و الجذور

 ظاهرة الاستنساخ الطبيعيه في الانسان فهي موجوده بيننا و مألوفه للناس منذ قديم الأزل ألا وهي التوأم المتطابقه. ان التوأم المتطابق هو نسخه طبق الأصل من بعضها من حيث الموروث الجيني لكل منهما و لذلك يعتبر كل منهما "Clone" أو نسخه للآخر. وهذه الظاهرة الطبيعيه تحدث نتيجة انقسام الجنين في مراحله الأولي (عدة أيام فقط بعد اخصاب البويضه بالحيوان المنوي). و ينتج عن ذلك أن الجنين الواحد بعد تكوينه و استكمال الطبعه الجينيه الكامله له يتم انقسامه إلي اثنين فيصبح كلا الجنينين الناتجين نسخه طبق الأصل لبعضهما من حيث نفس المكونات الجينيه للخلايا و ينعكس ذلك علي التشابه الكبير بينهما من حيث الشكل ووظائف الجسم

من فوائد الاستنساخ : للاستنساخ فوائد عدة نذكر منها، كشف أسباب بعض الأمراض، والإفادة منه في مجال الإخصاب المساعد، وزراعة الأعضاء البشرية، والحصول على أفراد لهم صفات خاصة. مثالاستنساخ بعض أعضاء الجسد التالفة مثل البنكرياس المسبب لمرض السكر من خلال برمجة الحامض النووي المتواجد في الخلية (محل التجربة) ثم تسكينه في اتجاه العضو المراد استنساخه (البنكرياس) وهذا فتح علمي غير مسبوق يحل مشكلة مرضى السكر لكون خلايا البنكرياس التالفه المسببة للمرض لاتتجدد.و من أمثلة الاستنساخ أيضا   استنساخ بدائل الدم الآدمي من خلال إلغاء الهوية المناعية لنسيج الدم المنزوع من الحيوانات وتغيير الصفات الحيوانية للدم ثم نقله للإنسان دون لفظ مناعي للجسد.

 بعض الأمثلة للاستخدامات المحتملة للاستنساخ البشري :

 1 . زوجان مصابان بالعقم ولا يصلحان لأطفال الأنابيب .

 2. أبوان لهما طفل واحد أصيب بمرض خطير وتوفي ، أو سنهما لا يسمح بالإنجاب بعد ذلك .

 3. زوجان مصابان بمرض وراثي واحتمال حدوثه عال جدا عند الأبناء .

 4. طفل أصيب بمرض خطير ويلزمه نقل نخاع عظمي ( مثلا ) دون أي فرصة أن يرفض جسمه النخاع الجديد

 من مضار الاستنساخ : للاستنساخ عدة مضار، منهاأنه قد ينتج منه ولادة أفراد بهم تشوه، أو حاملين لأمراض لا يمكن علاجها، فضلاً عن تكاليف تجاربة المرتفعة، مع نسبة نجاحه المتدنية، وتأثر النسخ المتشابهة بعوامل بيئية واحدة قد تقضي عليها، وإخلاله بالتوازن الطبيعي بين الكائنات، لتسببه في زيادة أفراد نوع على حساب أفراد النوع الآخر، يضاف إلى هذا ما ينشأ عنه في المجال البشري، من إشكالات اجتماعية، وأمنية، وجنائية، ودينية، وغيرها.

 و هذا رأي ديفد كينغ الحاصل على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا الجزئية ورئيس مركز علم الوراثة الإنسانية:

 بالنسبة لموضوع استنساخ الأجنة أوضح كينغ: فمن المعلوم سبب الرفض الأخلاقي لهذه المبدأ من قبل دول العالم ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هناك العديد من الناس النرجسيين وأباطرة المال والنفوذ ممن يرغبون بالاستحواذ على نسخ منهم، في الوقت الذي يوجد أطباء لن يمانعوا من الحصول على أموال ضخمة من هؤلاء الأباطرة، والتمكن من الفرار إلى دول لا يمكن ملاحقتهم فيها قانونيا.

 بالنسبة لموضوع علم استنساخ الخلايا الجذعية أوضح كينغ : في الأصل يهدف إلى إيجاد أنسجة متطابقة مع أنسجة المريض ويمكن زرعها دون مخاوف من أن يرفضها الجسم، وهذا هو جوهر العلم الحقيقي والذي مازال في مراحله المبكرة حيث أن المخاطر تأتي في مراحل لاحقة والمشاكل البيولوجية التي من الممكن أن يواجهها المريض مستقبلا والتي قد تعرض حياته للخطر.

 بالنسبة لموضوع علم الاستنساخ أوضح كينغ : يفسر علم الاستنساخ على أنه دفع الطبيعة للقيام بشيء لا تريد فعله، وأن الاستنساخ يخلّف تشوهات في الخارطة الجينية، وأكبر دليل على ذلك هو أن الحيوانات المستنسخة تكون في غالب الأحيان مريضة، وهذا الخلل والتشوهات سيكون موجودا في أي نسيج أو خلايا يتم استنساخها، وعليه فإن استنساخ أجنة وأطفال سيعتبر أمرا غير أخلاقي.

 وعلى الصعيد التسويقي أوضح كينغ بإن استخدام الخلايا والأنسجة المستنسخة في الطب العام وتوفيرها للجميع هو أمر لا يمكن تحمل تكاليفه المادية.

 حكم الاستنساخ في الفقه الإسلامي :

 جاء في قرار مجلس مجمع الفقه الإسلامي حول الاستنساخ البشري ما يلي :

 لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وكرمه غاية التكريم فقال عز من قائل: ()وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً()[الإسراء: 70] زينه بالعقل، وشرفه بالتكليف وجعله خليفة في الأرض واستعمره فيها، وأكرمه بحمل رسالته التي تنسـجم مع فطرته بل هي الفطرة بعينها لقوله سبحانه: )(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)[الروم: 30]، وقد حرص الإسلام على الحفاظ على فطرة الإنسان سوية من خلال المحافظة على المقاصد الكلية الخمسة: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وصونها من كل تغيير يفسدها، سواء من حيث السبب أم النتيجة، يدل على ذلك الحديث القدسي الذي أورده القرطبي من رواية القاضي إسماعيل: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم... إلى قولـه: وأمرتهم أن يغيروا خلقي" [تفسير القرطبي: 5/389].

 وقد علم الله الإنسان ما لم يكن يعلم، وأمره بالبحث والنظر والتفكر والتدبر مخاطباً إياه في آيــات عديدة: )(أَفَلاَ يَرَوْنَ)، (أَفَلاَ يَنظُرُونَ)(، (أَوَ لَمْ يَرَ اللإِْنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ)(، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(، )(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُِوْلِي الأَلْبَابِ)(، (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق).

 والإسلام لا يضع حجراً ولا قيداً على حرية البحث العلمي، إذ هو من باب استكناه سنة الله في خلقه. ولكن الإسلام يقضي كذلك بأن لا يُترك الباب مفتوحاً بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات نتائج البحث العلمي إلى الساحة العامة بغير أن تمر على مصفاة الشريعة، لتمرر المباح وتحجز الحرام، فلا يسمح بتنفيذ شيء لمجرد أنه قابل للتنفيذ، بل لابد أن يكون علماً نافعاً جالباً لمصالح العباد ودارئا لمفاسدهم. ولا بد أن يحافظ هذا العلم على كرامة الإنسان ومكانته والغاية التي خلقه الله من أجلها، فلا يتخذ حقلاً للتجريب، ولا يعتدي على ذاتية الفرد وخصوصيته وتميزه، ولا يؤدي إلى خلخلة الهيكل الاجتماعي المستقر أو يعصف بأسس القرابات والأنساب وصلات الأرحام والهياكل الأسرية المتعارف عليها على مدى التاريخ الإنساني في ظلال شرع الله وعلى أساس وطيد من أحكامه.

 قرار رقم: 94 (2/10)[1]بشأن الاستنساخ البشري

  إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 – 28 صفر 1418هـ الموافق 28 حزيران (يونيو) – 3 تموز (يوليو) 1997م

وبناء على ما سبق من البحوث والمناقشات الشرعية التي طرحت :

 قرر المجلس ما يلي :

 أولاً : تحريم الاستنساخ البشري بطريقتيه المذكورتين الاستنساخ بالتشطير- استنساخ مخلوق كامل- أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري .

 ثانياً : إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي السابق فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية .

 ثالثاً : تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أو بييضة أم حيواناً منوياً أم خلية جسدية للاستنساخ .

 رابعاً : يجوز شرعاً الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات و الحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد .

 مجمع الفقه الإسلامي ص 216- 220

تعريف الاستنساخ و حكمه في الإسلام اضغط على الرابط للطبعتعريف الاستنساخ و حكمه في الإسلام اضغط على الرابط للطبعأنقر هنا