Créer un site internet

Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

الجبرية : القدرية النفاة أو الجهمية

كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابأنقر هنا

الجبرية : القدرية النفاة أو الجهمية

 كرد فعل على فرقة القدرية النفاة – قلنا نفاة للنميز بينها و بين القدرية المجبرة و قد قسم بعضهم القدرية إلى اثنى عشرة فرقة سنشير إليها في نهاية هذا المقال -  التي قالت بخلق الإنسان لأفعاله و نفت العلم الإلهي المسبق بأفعال المكلفين برزت عقيدة الجبر التي تقول: إن أفعال الإنسان خيرها وشرها من الله وأن نسبتها إلى العبد إنما هي على سبيل المجاز كقولنا جرى النهر وإنما الذي أجراه حقيقة هو الله، فالإنسان في زعمهم كالريشة في مهب الريح و لهذا  السبب قيل إن الجبرية والقدرية متقابلتان تقابل التضاد و رغم ذلك يطلق علي هاتين الفرقتين اسم القدرية . و لفظ القدرية اسم جنس عام يشمل كل من انحرف في القدر، سواء بالإنكار، أو بالإثبات الغالي.عادة ما تعرف كل فرقة من الفرق الإسلامية باسم- أو تنعت بنعت فهي ترتضيه و لا تنكره- سواء كان مشتقا من فعل فعلته- أو قول قالته أو من اسم مقدم لها تبعته- و لم نجد في أسماء الفرق كلها اسما ينكره أصحابه- و يتبرأ منه أهله- و لا يعترف أحد به إلا القدرية فالمعتزلة أهل العدل يقولون لأهل الجبر أنتم القدرية و أهل الجبر يقولون للمعتزلة أهل العدل أنتم القدرية و إنما تبرأ الجميع من هذا الاسم- لأن رسول الله ص لعن القدرية و أخبر أنهم مجوس الأمة فعن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " القدرية مجوس هذه الأمة "- يقول ابن تيمية : "كان الجهم (مجبِراً) يقول: إن العبد لا يفعل شيئاً" و ذكر أبو الحسن الأشعري آراء جهم التي تفرد بها فقال:الذي تفرد به جهم القول بأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، وأن الإيمان هو المعرفة بالله فقط، والكفر هو الجهل بالله فقط، وأنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا لله وحده وأنه هو الفاعل، وأن الناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على المجاز كما يقال: تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس، وإنما فعل ذلك بالشجرة والفلك والشمس الله سبحانه، إلا أنه خلق للإنسان قوة كان بها الفعل، وخلق له إرادة للفعل واختياراً له منفرداً بذلك، كما خلق له طولاً كان به طويلاً ولوناً كان به متلوناً. استغلّت الأشاعرة ومؤلّفو الملل والنّحل لفظ «القدريّة»، فاستعملوها في مخالفيهم تبعاً لأهل الحديث فأطلقوها على كلِّ من ادّعى للانسان حريّة في العمل واختياراً في الفعل الّذي هو مناط صحّة التكليف، ومدار بعث الرسل، فدعاة الحريّة عندهم قدرية إمّا لاتّهامهم ـ كذباً وزوراً ـ بانكار تقدير الله وقضائه،من باب إطلاق الشيء(القدريّة)و إرادة نقيضه(انكار القدر ونفيه)،أولاتّهامهم بأنّهم يقولون نحن نقدّر أعمالنا وأفعالنا.قال الله تعالى:" لمن شاء منكم أن يستقيم"التكوير:8 2 وقال جل وعلا " فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا "ثم عقب هاتين الآيتين بقوله تعالى : " وما تشاءون إلا أن يشاء الله "التكوير: 29. فوقع إيمان المؤمنين بمشيئتهم , ونفى أن يشاءوا إلا أن يشاء الله ولهذا فرطت المجبرة لما رأوا أن هدايتهم إلى الإيمان معلق بمشيئة الله تعالى,فقالوا:الخلق مجبورون في طاعتهم كلها ,التفاتا إلى قوله تعالى:"وما تشاءون إلا أن يشاء الله"التكوير 29 لقد ساد القول بالجبرالعصر الأموي (من الوقت الّذي استولى فيه معاوية على عرش الملك إلى آخر من تولّى منهم)، الّذي يصوِّر الانسان والمجتمع أنّهما مسيّران لا مخيّران، وأنّ كلّ ما يجري في الكون من صلاح وفساد، وسعة وضيق، وجوع وكظّة، وصلح وقتال بين الناس أمر حتمي قضى به عليهم، وليس للبشر فيه أيّ صنع وتصرّف. وقد اتّخذت حكام بني أمية  هذه الفكرة غطاءً لأفعالهم الشنيعة حتّى يسدّوا بذلك باب الاعتراض على أفعالهم بحجّة أنّ الاعتراض عليهم إعتراض على صنعه سبحانه وقضائه وقدره

قال الإمام ابن القيم في المجبرة                                                                                       

والعبد عندهم فليس بفاعل        بل فعله كتحرك الرجفان
وهبوب ريح أو تحرك نائم      وتحرك الأشجار للميلان
والله يصليه على ما لم ليس من  أفعاله حر الحـميم الآن
لكن يعاقبه على أفعــاله      فيه تعالى الله ذو الإحسان
والظلم عندهم المحال لذاته     أنى ينزه عنه ذو السلطان
ويكون مدحاً ذلك التنزيه ما    هذا بمقبول لدى الأذهان

في الرد على المجبرة قال أبو القاسم إسماعيل بن عباد الطالقاني الأديب الوزير ولد سنة 326 و المتوفي سنة 385هـ :

المجبرون يجادلون بباطل .... وبغير ما يجدون في الفرقانِ
الواصفون إلههم بتعنت .... لعباده كذبوا على المنانِ
كلٌ مقالته الإله يضلني .... ويريد لي ماكان عنه نهاني
إن كان ذا فتعوذوا من ربكم .... ودعوا تعوذكم من الشيطان
إن كان ذاك كذا إرادة ربنا .... فلمن أعد جواحم النيران
إن كان ذلك فالمعاصي طاعة .... والبر مثل عبادة الأوثان
إن المهيمنَ لايضل عباده .... حتى يضلوا ياذوي الطغيان
إلزامه لهُمُ الضلالَ بفعلهم .... إضلالُه لهمُ بكل أوان
بعد اختيارهم الضلالَ على الهدى .... لاقبل بينة لنا ببيانِ
قالوا الذنوب مشيئة من ربنا .... قلتُ المشيئة والرضى سيانِ
قالوا الرضى غير المشيئة فاعتدوا .... والله يجزيهم على العدوان
إن المشيئةَ والإرادةَ والرضى .... معنى وماهي فاعلموا بمعاني
والاستطاعة فيكمُ مخلوقة .... خُلِقَت مع الأرواح والأبدان
لولا استطاعتكم لطاعة ربكم .... ماقال ربكمُ اطلبوا رضواني
اللّه ملّكنا ليوجب حجة .... تخزيك كل يد وكل لسان
جعل استطاعتنا علينا حجة .... والاستطاعة حجة الرحمن
ولذاك ليس على المصاب بعقله .... في الدين من حرج ولا الولدان
والناس تَحْدث منهمُ أفعالهم .... والاستطاعة حيلة الإنسان
زعموا بأن اللّه كلف عبده .... أشياء ليس له بهن يدان
إن المكلِّف عندنا لعبيده .... مالايطاق لجائر السلطان
أيريد معصية ويفرض طاعة .... إن كان ذاك فأمره أمران
أأراد أن يُعصى وعذب من عصى .... تلك المقالة أعظم البهتانِ
أأراد سيرة من أطاع ومن عصى .... فهما إذاً في الأمر مستويانِ
إن كان ربكمُ أراد ضلالكم .... فالمجبرون إذا ذووا إحسانِ
أيقول ربكمُ لقومٍ آمنوا .... ويرد ألسنهم عن الإيمان
ماكان ربكمُ ليصرف عبده .... من وجه طاعته إلى العصيان
ليس الحكيم بمن يقول لعبده .... والعبد يفعل مايشاء عصاني
والله لم يردِ الفواحش إنما .... بالعدل يأمرنا وبالإحسان

من ردود أبي أحنيفة على القدرية :

لقد اهتم الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى بالرد على بدعة القدرية اهتماما بالغا وخاصة في كتابه الفقه الأكبر؛ حيث يقول فيه: "وهو الذي قدر الأشياء وقضاها ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره" ويقول:"وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة، والله تعالى خالقها، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره" وقرر هذا الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيته تنفذ، لا مشيئة للعباد، إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن"- الفقه الأكبر ص302، 303.

تناظر أبو حنيفة مع قدري :فقال له أبو حنيفة: "جئت أم جيء بك؟ قال: بل جئت باختياري فقال: اجلس فجلس، فقال أبو حنيفة جلستَ أو أُجلست؟ قال: بل جلست باختياري فقال له: قم، فقام القدري فقال له أبو حنيفة: ارفع إحدى رجليك فرفعها فقال له: رفعت أو رُفعت لك قال: بل رفعتها قال: فإن كان كما زعمت؛ فكل هذه الأفعال منك وباختيارك فارفع الرجل الأخرى قبل أن تضع الأولى، فتحير القدري"من كتاب الكنز الخفي من اختيارات الصفي ق "135/ب". وناظر أبو حنيفة جماعة من القدرية حيث أتوا إليه فقالوا له: "نخاصمك قال: فيم تخاصمونني قالوا: في القدر، قال: أما علمتم أن الناظر في القدر كالناظر في شعاع الشمس، كلما ازداد نظرا ازداد حيرة..أو قال تحيرا. قالوا: ففي القضاء والعدل، قال: فتكلموا على اسم الله فقالوا: هل يسع أحدا من المخلوقين أن يجري في ملك الله ما لم يقض؟ قال: لا، إلا أن القضاء على وجهين، منه أمر وحي والآخر قدرة، فأما القدرة فإنه لا يقضي عليهم ويقدر لهم الكفر، ولم يأمر به بل نهى عنه، والأمر أمران أمر الكينونة إذا أمر شيئا كان وهو على غير أمر الوحي. قالوا فأخبرنا عن أمر الله أموافق لإرادته أم مخالف؟ قال: أمره من إرادته وليس إرادته من أمره. وتصديق ذلك قول الله عزَّ وجلَّ لإبراهيم: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} "سورة الصافات: الآية102".
ولم يقل ستجدني صابرا من غير إن شاء الله؛ فكان ذلك أمره ولم يكن من إرادته ذبحه.
قالوا: فأخبرنا عن اليهود والنصارى الذين قالوا على الله عزَّ وجلَّ . ما قالوا: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} "سورة التوبة: الآية30".
فقضى الله على نفسه أن يشتم وأن تضاف إليه الصاحبة والولد؟.
فقال أبو حنيفة: إن الله لا يقضي على نفسه إنما يقضي على الله عباده، ولو كان يقضي على نفسه لجرت عليه القدرة.
قالوا: فأخبرنا عن الله عزَّ وجلَّ إذا أراد من عبده أن يكفر أحسن إليه أم أساء؟ قال: لا يقال أساء ولا ظلم إلا لمن خالف ما أمر به، والله قد جلّ عن ذلك، وقد عرف عباده ما أراد منهم من الإيمان به، فقالوا: يا أبا حنيفة أمؤمن أنت؟ فقال: نعم، قالوا: أفأنت عند الله مؤمن؟ قال: تسألوني عن علمي وعزيمتي أو عن علم الله وعزيمته؟ قالوا: بل نسألك عن علمك، ولا نسألك عن علم الله، قال: فإن بعملي أعلم أني مؤمن ولا أعزم على الله عزَّ وجلَّ في علمه، فقالوا: يا أبا حنيفة: ما تقول فيمن جحد حرفا من كتاب الله؟ قال: كافر لأن الله عزَّ وجلَّ قال مهددا لهم وموعدا: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} "سورة الكهف: الآية29".
قالوا: فإن كان هذا من باب الوعيد وقال إني لا أؤمن ولا أكفر. قال: فقد خصمتم أنفسكم، ألا ترون أني إن لم أؤمن فأنا مجبور في إرادة الله عزَّ وجلَّ على الكفر، وإن لم أكفر فأنا مجبور في إرادة الله عزَّ وجلَّ على الإيمان قالوا: يا أبا حنيفة حتى متى تضل الناس؟ قال: ويحكم إنما يضل الناس من يستطيع أن يهديهم والله يضل من يشاء ويهدي من يشاء" 1 الانتقاء ص164، 165.

قسم بعضهم القدرية إلى  اثنتي عشرة فرقة:

الأحمرية : وهي التي زعمت أن شرط العدل من الله أن يملك عباده أمورهم ويحول بينهم وبين معاصيهم

الثنوية : وهي التي زعمت أن الخير من الله والشر من إبليس

المعتزلة : هم الذين قالوابخلق القرآن  وجحدوا الرؤية

الكيسانية : هم الذين قالوا لا ندري هذه الأفعال من الله أم من العباد ولا نعلم أيثاب الناس بعد الموت أو يعاقبون

الشيطانية : قالوا إن الله لم يخلق شيطانا

الشريكية:  قالوا إن السيئات كلها مقدرة إلا الكفر

الوهمية :  قالوا ليس لأفعال الخلق وكلامهم ذات ولا للحسنة والسيئة ذات

الراوندية :  قالوا كل كتاب أنزل من الله فالعمل به حق ناسخا كان أو منسوخا

البترية: زعموا أن من عصى ثم تاب لم تقبل توبته

الناكثية : زعموا أن من نكث بيعة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فلا إثم عليه

القاسطية:  فضلوا طلب الدنيا على الزهد فيها

النظامية:  تبعوا إبراهيم النظام في قوله من زعم أن الله شيء فهو كافر

الجبرية و القدرية النفاة  الجبرية و القدرية النفاة اضغط على الرابط للطبعأنقر هنا