Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

في الاجتهاد البياني : مصطلحي المنطوق و المفهوم

كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابأنقر هنا

في الاجتهاد البياني : المنطوق و المفهوم

 

إن اللفظ العربي بأساليبه المتعددة يفهمه المخاطب بطرق متعددة فدلالة اللفظ قد تفهم من اللفظ ذاته كما أنه قد تفهم مما حوله و لدراسة كيفية فهم الخطاب العربي قسم الأصوليون دلالة اللفظ إلى دلالة بالمنطوق و دلالة بالمفهوم. فالألفاظ كما يقول العلماء قوالب للمعاني المستفادة منها فتارة تستفاد منها من جهة النطق تصريحاً وتارة من جهته تلويحاً فالأول المنطوق والثاني المفهوم إن دلالة الألفاظ على المعاني قد يكون مأخذها من منطوق الكلام الملفوظ به نصاً أو احتمالاً بتقدير أو غير تقدير، وقد يكون مأخذها من مفهوم الكلام سواء وافق حكمها حكم المنطوق أو خالفه- وهذا هو ما يسمى: بالمنطوق والمفهوم.والمنطوق والمفهوم مبحث من مباحث دلالات الألفاظ لا يمكن أن يستغني عنه مفسر  للقرآن ولا محدث ولا فقيه.

1- المنطوق :

المنطوق: هو ما دل عليه اللفظ في محل النطق- أي أن دلالته تكون من مادة الحروف التي ينطق بها. ومنه: النص، والظاهر، والمؤول: كأن يقول أحد عندي عشرة دراهم، فلفظ عشرة مفهوم معناه من نطق حروفه.

أقسام المنطوق:

 

1-  النص

2- الظاهر

3- المؤول

4- دلالة الاقتضاء

5- دلالة الإشارة

النص : هو ما أفاد معنى لا يحتمل غيره أو هو الذي يدل على معنى واحد

مثال ذلك : عندي عشرة دراهم. فلفظ عشرة لا تحتمل إلا عشرة.

قال تعالى:

فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
البقرة 196

 

حيث إن وصف (عشرة) بـ (كاملة): قطع احتمال العشرة لما دونها في العدد مجازاً

ظاهر : هو ما يحتمل أكثر من معنى إلا أنه محتمل في أحد المعاني أكثر من الأخرى
مثال ذلك أن تقول رأيت أسدا . لفظ الأسد قد يفيد الحيوان و قد يفيد الانسان الشجاع إلا أنه في هذه ظاهر في الحيوان محتمل في الانسان .

قال تعالى :

فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ )البقرة 173

حيث إن الباغي يطلق على الظالم، وهو فيه أظهر وأغلب، ويطلق على الجاهل، وهو فيه احتمال مرجوح.

المؤول : هو ما حمل لفظه على المعنى المرجوح لدليل يمنع من إرادة المعنى الراجح

أي أن اللفظ يفيد أكثر من معنى إلا أنه ظهرت قرينة جعلتنا نتجه للمعنى الأقل احتمالا كقولنا : رأيت أسدا شجاعا. فالأصل أن الأسد حيوان لكن وجود لفظ الشجاعة في الجملة جعلتنا نتجه نحو لفظ الأسد المقصود به الانسان الشجاع.

قال تعالى :وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ

حيث إن المعية تطلق على القرب بالذات، وهي فيه أظهر وأغلب، وتطلق على القدرة والعلم، أو على الحفظ والرعاية، وهو فيه احتمال مرجوح. ولكن حملت هذه المعية على هذا الاحتمال المرجوح، لاستحالة الأول الراجح والأظهر في حق الله سبحانه وتعالى

وإن توقفت صحة دلالة اللفظ على المعنى المقصود إلى إضمار: فهي دلالة الاقتضاء

 

مثالها (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ) حيث إن دلالة اللفظ المنطوق لا تتضح إلى إذا قدرنا مضمرا اقتضاه الكلام.والتقدير: أهلها

وإن لم تتوقف صحة دلالة اللفظ على المعنى المقصود، ولكن دل اللفظ على ما لم يقصد به: فهي دلالة الإشارة.

 

(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ)البقرة 187

حيث إن دلالة اللفظ المنطوق لا تدل على ما لم يقصد به، وهو صحة صوم من أصبح جنباً، إذ إباحة الجماع إلى طلوع الفجر تستلزم كونه جنباً في جزء من النهار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 المجمل :  هو ما تساوى فيه أكثر من احتمال في المعنى المقصود فلا ندري أيها أرجح

مثال ذلك (والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء)  فالقرء قد يقصد به الطهر و قد يقصد به الحيض فكان مجملا.

2- المفهوم :

 المفهوم هو أحد المباحث الأصولية التى أولاها الأصوليون اهتماما بالغا لأهميته؛ فوقع تحرير معناه وأقسامه وبيان أهميته فى استنباط الأحكام؛ إذ إنّ كثيرًا من الفروع الفقهية ترتبط به ارتباطًا وثيقًا

 المفهوم لغة : اسم مفعول، وهو ما يفهم ويستفاد من اللفظ. هذا هو معناه لغة كما ورد فى معاجم اللغة العربية.

المفهوم اصطلاحا:هو ما دل عليه اللفظ لا في محل النطق وهو قسمان 1- مفهوم موافقة 2- مفهوم مخالفة. وسمي مفهوما لا لأنه مفهم غيره ، إذ المنطوق أيضا مفهوم ، بل لأنه مفهوم مجرد لا يستند إلى منطوق ، فلما فهم من غير تصريح بالتعبير عنه سمي مفهوما

المفهوم  قسمان:  
أ- مفهوم الموافقة.
ب- مفهوم المخالفة.

مفهوم موافقة:  وهو ما يوافق حكمه المنطوق نحو فلا تقل لهما أف فإنه يفهم تحريم الضرب من باب أولى ومفهوم مخالفة:  وهو ما يخالفه في صفة نحو (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) فيجب التبين في الفسق بخلاف غيره وشرط نحو وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن أي فغير أولات الحمل لا يجب الإنفاق عليهن وغاية نحو فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره أي فاذا نكحته تحل للأول بشرطه ومفهوم عدد: نحو ( فاجلدوهم ثمانين جلدة) أي لا أقل ولا أكثر

فمثال مفهوم الموافقة أن يدل اللفظ على معاني ليست في محل النطق مثال ذلك أن يقول الأب لابنه لا تُمَزِق الكتاب. فنفهم من ذلك أن حرق الكتاب كذلك ممنوع و إن لم يكن من منطوق اللفظ هذا النوع من المفهوم نسميه مفهوم الموافقة لأن المسكوت عنه و هو الحرق في مثالنا وافق حكم المنطوق أي المنع من التمزيق فحكمنا بمنع التحريق. فمفهوم الموافقة إذا  حيث يكون المسكوت عنه موافقا للملفوظ به ، فإن كان أولى بالحكم من المنطوق به فيسمى " فحوى الخطاب " ، وإن كان مساويا له فيسمى " لحن الخطاب " .
وحكى الماوردي والروياني في الفرق بين " فحوى الخطاب " و " لحن الخطاب " وجهين :
(أحدهما ) : أن " الفحوى " ما نبه عليه اللفظ ، و " اللحن " ما لاح في أثناء اللفظ .
(وثانيهما ) : أن " الفحوى " ما دل على ما هو أقوى منه ، و " اللحن " ما دل على مثله .

مفهوم المخالفة : لو قال المعلم لتلاميذه من لم يفتح التمرين فلن يأخذ الاستراحة. فنفهم من هذا اللفظ أن من فتح التمرين يأخذ الاستراحة , نسمي هذا النوع مفهوم المخالفة لأن المسكوت عنه و هم من فتحوا التمرين خالفوا المنطوق - و هم من لم يفتحوا التمرين - في الحكم ، نسمي هذا النوع مفهوم المخالفة أو دليل الخطاب.

 

في الاجتهاد البياني مصطلحي المنطوق و المفهوم اضغط على الرابط للطبع في الاجتهاد البياني مصطلحي المنطوق و المفهوم اضغط على الرابط للطبعأنقر هنا