Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

الإنسان بين الشهادة و الغيب

المبحث الثاني : تسخير الكون و مسؤولية الإنسان

كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابأنقر هنا

أتهيأ للمبحث

قال الله تعالى: ( فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) الحجر 29                                                                                   المسألة الأولى من مسائل المبحث الثاني هي مسألة الغيب و الشهادة نحن مطالبين أن نمييز بين مفهومي الغيب و الشهادة كما علينا أن نتبين دور الغيب في إعطاء معنى لحضور الإنسان في عالم الشهادة من خلال وضعيات سلوكية يظهر فيها مقتضيات عالم الغيب و متهالبات عالم الشهادة و ضرورة الموازنة بينهما                                                                                                

 أما المسألة الثانية من مسائل هذا المبحث الثاني فهي مسألة الإنسان و وعي الزمن نحن مطالبين هنا بالوعي بأهمية الزمن في حياة الأفراد و المجتمعات و في البناء الحضاري الإنساني فالزمن هو ركن من أركان العمل الإنساني لحسن أداء وظيفة الاستخلاف  و من أهداف دراسة هذه المسألة نقد بعض المفاهيم الساذجة حول الزمن و التي عششت في عقول بعض المسلملين الذين تناسوا أن الزمن قيمة ثقافية و سلوكية ضرورية لكل بناء حضاري لذلك أكد القرآن الكريم و السنة النبوية على حسن استغلال الزمن                                                                                 

أما المسألة الثالثة من مئل المبحث الثاني فهي مسألة الإبداع و القيم و هنا علينا الوعي بالعلاقة بين المسألة الأولى و الثانية من هذا المبحث بالمسألة الثالثة إذ القيم تحدد وجهة الإبداع و هذه القيم رسخا الوحي عالم الغيب في المؤمن لللإبداع في عالم الشهادة بالعمل و حسن استثمار الزمن فللإبداع علاقة بعقيدة المسلم و مسؤولياته الحضارية و الدينية و صدق الله العظيم القائل : و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و أن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى و أن إلى ربك المنتهى - سورة النجم الآيات 39/42

عناصر المسيرة الإنسانية حسب محمد إقبال في كتابه تجديد التفكير الديني

قال الله تعالى : ( و أن إلى ربك المنتهى )  النجم 42

قال الله تعالى : (  قل سيروا في الأرض فاظروا  كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ) العنكبوت 20

المنتهى

الحساب = الجزاء   = الجنة  أو النار

 

 

 

 

المسيرة

العمل + الإبداع + تجسيد المبادئ و القيم + تعمير الأرض بالعمل الصالح = حسن أداء وظيفة الاستخلاف

 

 

 

المبتدأ

ولادة الإنسان و دخوله معترك الحياة

 

 

 

 

قال الله  تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) الانشقاق 16

تعترض الإنسان أثناء مسيرته مجموعة من الصعوبات و العراقيل عليه تذليلها بالعمل الصالح 

يمكنك طبع درس الإنسان بين الغيب و الشهادة اضغط على الرابطيمكنك طبع درس الإنسان بين الغيب و الشهادة اضغط على الرابط أنقر هنا

الدرس الأول : الإنسان بين الشهادة و الغيب

الإنسان بين الغيب و الشهادة

أتفهم الوضعية

الطرف

الموقف

الخلفية

 الأول : الباحث عن الحقيقة

إنكار عالم الغيب و الاقتصار بالإيمان بالعالم المادي

عدم الايمان بما لا يقع تحت طائلة الحواس = خلفية مادية

الثاني : صديق متطوع

 

إثبات عالم الغيب بالأدلة

الاستدلال على ما لا يرى و لا يدرك بما يرى و يدرك خلفية  دينية علمية : النص التأسيسي و العلم

ما يدخل في الإدراك

ما يفوق الإدراك

الكون ( الأرض = السماوات = الكائنات = حقيقة الإنسان )

الله

الجنة

النار

الملائكة

الساعة

الروح

 

 

 

 

 

أحدّد محاور الاهتمام 

معجم الوضعية 1

من أشياء غائبة عنا حسا

المرئيات – المحسوسات

جسد و روح

ما وراء المحسوسات

معجم الوضعية 2

ثبت وجودها بالأدلة القاطعة

( أنه الحق ) فصلت 53

معجم الوضعية 3

فيستدلون بالأثر على المؤثر

على ما يرى و لا يدرك بما يرى و يدرك

المستوى الأول للتناول

في معنى الغيب و الشهادة

المستوى الثاني للتناول

موقع الغيب في العقيدة الإسلامية

( العقائد الغيبية من أسس التدين )

المستوى الثالث

علاقة الغيب بعالم الشهادة  

أنشطة مناسبة

 

1

2

3

4

5

6

7

8

9

x

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنشطة مناسبة

 

1

2

3

4

5

6

7

8

9

 

x

x

x

x

 

 

 

 

 

أنشطة مناسبة

 

1

2

3

4

5

6

7

8

9

 

 

 

 

 

x

x

x

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1- في معنى الغيب و الشهادة :

قال الله تعالى :( ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) الجمعة 8

الغيب يطلق على الجزء الذي لا يمكن إدراكه حسيا و إنما يدرك عقليا و بطريق الوحي .

الغيب ما لا يمكن تجربته أو قيسه أو تكميمه و لا تطوير المعرفة به و إنما تبقى المعرفة به قاصرة على ما أفاد به الوحي .

الشهادة تطلق على الجزء المادي من العالم أي الجزء الواقع تحت الإدراكين الحسي و العقلي للإنسان .إذن  الشهادة  هو الجزء الذي يمكن تجربته و تفسيره .

الغيب

الشهادة

السر

ما لم يعلم العباد و لا عاينوه

بواطن الأمور

ما يغيب عن الأبصار

ما تكنه الصدور و تخفيه النفوس و ما لم يكن

العلانية

ظواهر الأمور

عالم الدنيا

ما علموا و شاهدوا

ما شاهددته الأبصار فأبصرته و عاينته

 

 

 

 

 

 

                                                                  عرف االراغب الأصفهاني الغيب ب( ما لا يقع تحت الحواس و لا تقتضيه بداهة العقول و إنما يعلم بخبر الأنبياء فمعارفه غائبة عن الحس البشري المحدود المقيد)

2- موقع الغيب في العقيدة الإسلامية :

أ‌- التصديق بالغيب من مقتضيات الايمان:

قال الله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون ) 2-3- البقرة – جمعت هذه الآيات من مفتتح سورة البقرة  بين الإيمان بالغيب و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة

ب‌- التفكر في الغيب من طبيعة الإنسان :

الاكتشلفات العلمية تفتح آفاقا جديدة للبحث و السؤال

كلما اتسع نطاق العلوم اتسع نطاق المجهول

ظاهرة التدين + التعلق بالمثل من طبيعة الإنسان الذي يطمح دوما إلى السموبنفسه و واقعه

التطلع إلى معرفة الغيب أملر فطري في الإنسان و مستمر لأنه كلما اتسع نطاق العلوم اتسع نطاق المجهول .

ج- أنواع الغيب :

 

الغيب الحقيقي

الغيب الإضافي

 

خصائصهما

خارج عن دائرة العقل

انفراد الذات الإلهية به

داخل في دائرة العقل و التجربة

له مؤشرات تدل عليه

 

أمثلة عليهما

الجنة + النار + البعث +الحساب + الملائكة

معرفة ما في الأرحام

التنبؤ بأحوال الطقس

قال  رسول الله صلى الله عليه و سلم : (  ألا و إني لا أعلم إلا ما علمني الله ) نفى الرسول صلى الله عليه و سلم عن نفسه علم الغيب و الحال أنه يخبر الناس بحقائق غيبية و هي من خصائص النبوة و ليست هذه الحقائق كسبا . قال الله تعالى : ( عالِم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا ) الجن 26-27

ينتقد ابن خلدون ظاهرة التنجيم و الدجل التي انتشرت في الأمصار الإسلامية و اعتبر ابن خلدون ظاهرةالتنجيم من المنكرات الفاشية بين المسلمين و التي تتعارض و الشريعة  الإسلامية لذا يجب مقاومتها

ممارسات بشرية

خلفياتها

حكمك عليها

التشوق إلى معرفة عواقب الأمور و علم ما سيحدث

التسرع

ظاهرة سلبية

التنجيم و ادعاء علم الغيب

الدجل و الكسب السهل

تحيل عمل محرم  

الالتجاء إلى الكهان و المنجمين لكشف حجاب الغيب

ضعف الإيمان و انعدام الثقة في النفس

سلوك مخالف للشرع

الاستشراف البيئي و الاقتصادي

الثقة في الله + التخطيط  للمستقبل

عمل مطلوب

 

 

 

 

 

 

                                                     سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم من جبريل عليه السلام  عن الساعة فقال :( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) و في حديث آخر رواه البخاري  سأل صحابي رسول الله  عن الساعة قائلا : متي الساعة ؟ فأجابه رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا : و ماذا أعددت لها ؟

الإجابة

الدلالة 

ما المسؤول عنها بأعلم من السائل

توقيت الساعة يدخل في العلم  الإلهي  فهي غيب حقيقي يعجز عن معرفة هذا الأمر حتى الرسل

ماذا أعددت لها

العبرة بالعمل الصالح و حسن الاستعداد للساعة و الحساب بالتزام الأوامر الإلهية و اجتناب النواهي

 

 

 

 

 

3- علاقة الغيب بعالم الشهادة :

يقول العقاد : ( ليس في القرآن  فصام بين روح و جسد أو انشقاق بين عقل و مادة أو انقاع بين سماء و أرض . ) هناك من المسلمين  من أخطأ فعطل عالم الحواس بدعوى الارتباط بعالم الغيب

إن العلاقة بين عالم الغيب و عالم الشهادة ليست علاقة تناقض بل هي علاقة تكامل .

جاء في الأثر :( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )

 

الغيب

الشهادة

 

مقومات المنهج المناسب

مرجعيته الوحي أساسا

التفسير و التأويل

العقل البياني

العقل التجريبي

مرجعيته العقل أساسا

يعتمد الحواس

 

 

 

  

                                                                             قال الله تعالى : ( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإسراء 85

الغيب المطلق مصدر معرفته القرآن ( الوحي )

عالم الشهادة نعتمد في معرفته على العقل و البحث و وسيلته الحواس

العقل ميزان صحيح في عالم الشهادة أما في عالم الغيب فخارج عن نطاق  عمله لأنه لا يدرك بالحواس.

يقول ابن خلدون في مقدمته:( بل العقل ميزان صحيح فأحكامه يقينية لا كذب فيها غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد و الآخرة و حقيقة النبوة و حقائق الصفات الإلهية و كل ما وراء طوره فإن ذلك طمع في محال و مثال ذلك مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن به الجبال )

 

دور العقل في عالم التصورات

دور العقل في عالم الطبيعة

لا يستطيع العقل الإحاطة بعالم التصورات

قادر على إدراك كنه الأشياء

 

بم فسر ابن خلدون رأيه ؟

محدودية العقل البشري

عالم التصورات خارج عن نطاق عمل العقل

العقل ميزان صحيح و أحكامه يقينية

 

كيف تقرأ موقفه ؟

موقف ابن خلدون موقف قائم على أدلة و براهين و حجج و هو موقف معتدل إذ لم يقلل من شأن العقل و أقر بدوره في عالم الشهادة كما أن الموضوعية العلمية تقتضي الإقرار بعالم غيب إدراكه يفوق طاقة العقل البشري

 

 

 

 

 

 

 

العقائد الغيبية في القرآن لا تعطل عقول المؤمنين بها و لا تلغيها فقد دعا القرآن الكريم إلى النظر  في الكون و المخلوقات للوصول إلى صفات الخالق . إن الإيمان بالله سبحانه و تعالى تنفي العبثية و الصدفة عن خلق الإنسان و خلق الكون و ما فيه . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( تفكروا في الخلق و لا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره ) السيوطي – الجامع الصغير                                                                                              

النوع الأوّل :إيمان يعطل العقل و يلغيه

النوع الثاني: إيمان لا يعطل العقل و لا يلغيه

إهمال العقل + تعطيله

إبطال وجود العقل + إلغاؤه

العقل مسؤول و إلا بطل التكليف

العقل مطالبببذل الجهد

مطالبة العقل القيام بدوره حتي في المسائل العقدية

 

مستويات علاقة الإنسان بالغيب و الشهادة:هناك من المؤمنين من يغرق في الغيبيات مما يحعل حضورها سلبيا في عالم الشهادة يتجلى في إلغاء العقل    و احتقار للعالم المحسوس فتحصل بذلك قطيعة بين عالمي الغيب و الشهادة و هناك نوع ثان من المؤمنين يوازن بين العمل للدنيا عمله للآخرة فيكون بذلك المؤمن فاعلا في واقعه عالم الشهادة مدركا للوظيفة التي خلق من أجلها ألا و هي وظيفة الاستخلاف التي تعنى البناء و التعمير الحضاري وفق مبادئ و قيم إنسانية و هناك نوع ثالث من البشر يغرق في الماديات و ينكر عالم الغيب متوهما التناقض و التباعد بين  العالمين.لم يطلب القرآن الكريم من الإنسان غير التصديق بالغيب  كما عرض الوحي القرآني دون تعمق في  مسائل تفوق مجال عمل العقل الإنساني فالغيبيات هي من طور غير طور العقل لذلك لا جدوى للإنسان في إضاعة وقته في البحثفي تفاصيل عالم الغيب أما عالم الشهادة فقد طلب القرآن الكريم من الإنسان البحث فيه و اكتشافه إلى أبعد الحدود و يقر أنه ليس هناك حد في معلرفة عالم الشهادة و صدق الله العظيم القائل :" و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا "يقول العقاد في كتابه القرآن و الإنسانصفحة 110" إن الكتاب الذي ميّز الإنسان بخاصة التكليف هو الكتاب الذي امتلأ بخطاب العقل بكل ملكة من ملكاته " أما محمد الفاضل بن عاشور فيقول في كتابه "المحاضرات التونسية" : إن الإسلام وضع للإنسان منهجا يتناول ملكاته و مقدراته و مداركه و مواهبه بالتوجيه الصحيح     و الارشاد حتى تسمو و تنمو    و تكون مستعدة لأن تبلغ بالإنسان إلى الغاية التي هي غاية خلافة الله تعالى في أرضه