Créer un site internet

Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

لمحة عن الفرق الكلامية

أنقر هناكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

 

القدرية : قال أبو الحسن الأشعري في كتابه  اللمع: فإن قالوا: لم سميتمونا قدرية ؟ قيل لهم: لأنكم تزعمون في أكسابكم أنكم تقدرونها وتفعلونها مقدرة لكم دون خالقكم . والقدري هو من ينسب ذلك لنفسه، كما أن الصائغ هو من يعترف بأنه يصوغ دون من يزعم أن يصاغ له، والنجار هو من يدعي أنه ينجر دون من يعترف بأنه ينجر له ولا ينجر شيئاً. وكذلك القدري من يدعي أنه يفعل أفعاله مقدرة له دون ربه، ويزعم أن ربه لا يفعل من اكتسابه شيئاً. فإن قال: يلزمكم أن تكونوا قدرية لأنكم تثبتون القدر . قيل لهم : نحن نثبت أن الله تعالى قدر أعمالنا وخلقها مقدرة لنا ولا نثبت ذلك لأنفسنا. فمن أثبت القدر لله تعالى وزعم أن الأفعال مقدرة لربه لا يكون قدرياً، كما أن من أثبت الصياغة والنجارة لغيره لا يكون صائغاً ولا نجاراً. ولو كنا قدرية بقولنا إن الله فعل أفعالنا مقدرة لنا لكانوا قدرية بقولهم: إن الله تعالى فعل أفعاله كلها مقدرة له. ولو كنا بقولنا: إن الله قدر المعاصي قدرية لكانوا بقولهم: إن الله قدر الطاعات قدرية . فلما لم يكن كذلك بطل ما قالوه )

 الجبرية:الجبر: هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب. والجبرية أصناف فالجبرية الخالصة لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل بالأصل. وأما الجبرية المتوسطة فتثبت للعبد قدرة غير مؤثرة؛ فأما من أثبت للقدرة الحادثة أثرا ما في العقل -وسمي ذلك كسبا- فليس بجبري، و المعتزلة يسمون من لم يثبت للقدرة الحادثة في الإبداع والأحداث استقلالا جبريا وقد عد المعتزلة الأشعرية جبرية.

الجهمية :  ظهرت الجهمية في الربع الأول من القرن الهجري الثاني، على يد مؤسسها الجهم بن صفوان في  الكوفة و نشأ فيها، و في الكوفة صحب الجهم بن صفوان الجعد بن درهم بعد قدومه إلى الكوفةهارباً من دمشقو تأثر بتعاليمه. و بعد مقتل  الجعد بن درهم على يد خالد بن عبد الله القسري عام 105هجري  واصل الجهم نشر أفكاره و صار له أتباع إلى أن تم نفيه إلى ترمذ في خرسان  .و في ترمذ أخذ بنشر مذهبه، فانتشر في مدن خرسان ، و خاصة في بلخ و ترمذ و قد قتل الجهم بن صفوان عام 128 هجري عام بعد اشتراكه مع الحارث بن سريج التميمي  في الثورة على الدولة الأموية.  

المعتزلة:  فرقة كلامية  سنية ظهرت في بداية القرن الثاني الهجري(80هـ- 131هـ) في البصرة في أواخر العصر الأموي  وقد ازدهرت في العصر العباسي .اعتمدت المعتزلة على العقل  في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بأنّ العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي.من أشهر المعتزلة الجاحظ، والخليفة العباسي المأمون.كما كان تأكيد المعتزلة على التوحيد وعلى العدل الاجتماعي أعطاهم أهمية كبرى لدى الناس في عصر كثرت فيه المظالم الاجتماعية وكثر فيه القول بتشبيه وتجسيم الذات الالهية.يعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة  في العراق ثم انتشرت افكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخرسان و ترمذ و اليمن و الجزيرة العربية و الكوفة و أرمينيا .انطوى تراث المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين سواء من أشاروا إليهم عبورا أو من عارضوهم، إلى أن اكتشف مصادفة في اليمن قبل بضعة عقود أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو "المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار.اختلف المؤرخون في بواعث ظهور مذهب المعتزلة، واتجهت رؤية العلماء إلى:                             

سبب ديني : الاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. سبب التسمية هي: ما يوى من اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيرة، وكان الحكم أنه ليس بكافر. وتقول الرواية أن واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارة وقال هو في (منزلة بين منزلتين), أي لا مؤمن ولا  كافر. وبسبب هذه الإجابة اعتزل مجلس الحسن البصري وكوّن لنفسه حلقة دراسية وفق ما يفهم ويقال حين ذاك أن الحسن البصري أطلق عبارة (اعْتزِلنا واصل  ) 

سبب سياسي : يعتقد بعض العلماء أن الداعي لظهور هذه الفرقة ظرف حضاري أو تاريخي لأن الإسلام  عند نهاية القرن الأول  كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في  الإسلامودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة  ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم. والمنهج الذي يصلح لذلك هو المنهج الطبيعي العقلي والذي سيصبح أهم المذاهب الكلامية من الناحية الخالصة فهو أكثر المذاهب إغراقا وتعلقا بالمذهب العقلاني.

الكلابية : نشأت الكلابية على يد عبد الله بن سعيد بن كلاب الذي عاش في زمن شهد سطوة المعتزلة وتسلطهم واستمالتهم للخلفاء، وبلغ ذلك ذروته في عهد الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، واستمر في عهد المعتصم والواثق إلى أن رفع الله هذا البلاء في زمن المتوكل. وقد وقعت مناظرات ومساجلات بين ابن كلاب وبين المعتزلة والجهمية، وأراد ابن كلاب نصرة عقيدة السلف الصالح بالطرق والبراهين العقلية والأصولية؛ حتى عده كثير من المؤرخين للفرق من متكلمة أهل السنة والجماعة.وقال الشهرستاني : (حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكلابي، وأبي العباس القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي، وهؤلاء كانوا من جملة السلف، إلا أنهم باشروا علم الكلام، وأيَّدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية )
وهذان المذكوران – المحاسبي والقلانسي- وغيرهما، هم من تلامذته الذين نشروا مذهبه، إلى أن تلقف هذا المذهب في القرن الرابع الهجري كل من أبي منصور الماتريدي المتوفى سنة(333للهجرة )، وأبي الحسن الأشعري المتوفى سنة(330 للهجرة )فنشرا أقوال ابن كلاب، وأشاعاها، وهكذا تطور المذهب الكلابي على أيدي هؤلاء ومن جاء بعدهم من الماتريدية والأشعرية.   
                                                                                  

كان ابن كلاب يقدم العقل على النقل في بعض المسائل:

 مسألة القرآن: فقد كان الناس فريقين في شأن القرآن، حيث ذهب أهل السنة إلى أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وذهب المعتزلة إلى أنه مخلوق، فحاول ابن كلاب التوسط بين المذهبين، فأتى بقول ثالث تلفيق منهما، فقال: إن القرآن هو حكاية عن كلام الله. مع أنه يقول: إن كلام الله تعالى غير مخلوق. وهو أول من أحدث القول ببدعة الكلام النفسي وأنكر الحرف والصوت، وهذه البدعة لا دليل عليها من الشرع، وإنما أتى بها لمَّا ظنها دليلا عقليا لنصرة مذهب أهل السنة والجماعة.
ب
عض مسائل الصفات:فقد صرف بعض النصوص في الصفات عن ظاهرها، واستخدم التأويل العقلي، وذلك في مثل صفة الأصابع لله تعالى، فقد صرف النص عن ظاهره، وأوَّلَ الأصابع بأنها نعم الله تعالى، فحديث:(إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن ) فالإصبعان هنا نعمتان من نعم الله تعالى.
وأما عموم المسائل الأخرى فإنه قدَّم فيها النقل على العقل. ومما يدل على ذلك إثباته للصفات الخبرية، كالوجه والعين واليد، والصفات الفعلية كالعلو والاستواء. فقد قال بعد كلامه عن تقرير صفة العلو: فكيف يكون الحق في خلاف ذلك والكتاب ناطق به وشاهد له.
أما من اتبعوا طريقته فقد توسعوا في استعمال العقل حتى قدموه على النقل في أكثر المسائل، ويدل على ذلك إنكارهم للصفات الخبرية، كالوجه والعين واليدين، وكذلك الصفات الفعلية كالعلو والاستواء وغيرها، وكثير من هؤلاء ممن انتسب إلى الأشعري والماتريدي.

تلقف الأشعرية والماتريدية أصول الكلابية وطوروها وزادوا عليها، فحيثما وجد الأشعرية والماتريدية فهم حاملوا أصول الكلابية. ومن المعلوم أن كثيرا من الشافعية والمالكية في الأزمنة المتأخرة هم من الأشعرية، وكثيرا من الحنفية هم من الماتريدية. وهذا موجود في أكثر البلدان الإسلامية.

الأشاعرة:الأشعرية نسبة لأبي الحسن الأشعري  هي مدرسة إسلامية سنية  اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة البيهقي و النووي و الغزالي و العز بن عبد السلام و السيوطي و ابن عساكر و ابن حجر العسقلاني و القرطبي و السبكي .يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتريدية  ، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة، وقد قال في ذلك العلاّمة المواهبي الحنبلي: (طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، و حنابلة وماتردية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة. برز هذا المنهج على يد أبي الحسن الأشعري  الذي واجه المعتزلة وانتصر لآراء أهل السنة وكان إمامًا لمدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التي أقرّها علماء السنة فيما يخص صفات الخالق ومسائل القضاء والقدر. بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة التي تدعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية  كالمنطق والقياس، فأثبت أبو الحسن الأشعري بهذا أن تغيير المقدمات المنطقية مع استخدام نفس الأدوات التحليلية المعرفية يمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة.إلى جانب نصوص الكتاب والسنّة، فإن الأشاعرة استخدموا العقل في عدد من الحالات في توضيح بعض مسائل العقيدة، وهناك حالات استخدم فيها عدد من علماء الأشاعرة التأويل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبيه، وهذا ما يرفضه بعض أهل الحديث وكل السلفيين  وينتقدونهم عليه

الماتريدية: فرقة كلامية، تنسب إلى أبي منصور الماتريدي، قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاججة خصومها، منالمعتزلة و الجهمية وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية.مدرسة فكرية إسلامية تمثل أتباع أبو منصور الماتريدي ، وهي إحدى فرق الكلام ضمن الإسلام السني التقليدي ولا تختلف بشكل عام عن المدرسة إلا في بعض القضايا البسيطة. أحد أشهر الكتب الماتريدية هو متن العقيدة المشهور بمتن العقيدة الطحاوية للإمام الطحاوي الحنفي. يتبع الكثير من علماء الماتريدية المذهب الفقهي الحنفي  في حين يغلب على الأشاعرة المذهب الفقهي الشافعي و المالكي .مرت فرقة الماتريدية الكلامية بعدة مراحل، ولم تعرف بهذا الاسم إلا بعد وفاة مؤسسها، كما لم تعرف الأشعرية وتنتشر إلا بعد وفاة أبي الحسن الأشعري. يقول أحمد اللهيبي:« إن الناظر في معتقد الماتريدية ومعتقد الأشاعرة يجد بينهما تقاربا كبيرا، وهذا التقارب هو الذي أوجد الاتفاق والائتلاف بينهما، حتى صار كل منهم يطلق اسم أهل السنة والجماعة على الطائفتين..والذي يظهر لي- والله تعالى أعلم بالصواب- أن الماتريدية انبثقت من الكلابية كما أن الأشعرية كذلك. والدليل على هذا أن أهم ما تتميز به الماتريدية هو القول بأزلية التكوين، وهذا قد قالت به الكلابية من قبل ظهور الماتريدية، كما أن المذهب الكلابي كان منتشرا في بلاد ما وراء النهر، وهي البلاد التي عاش وتوفي فيها الماتريدي..[ويضيف] فعلى هذا لابد أن يكون الماتريدي قد أخذ عن شيوخه من الكلابية وتأثر بهم، وبهذا يتضح السر في التقارب بين الأشاعرة والماتريدية، والله تعالى أعلم بالصواب)                     

من المسائل الخلافية بين  الماتريدية عن الأشعرية مسألة الكسب:اتفقت الماتريدية والأشاعرة على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، وهي كسب من العباد، ولكن اختلفوا في معنى الكسب، فقالت الماتريدية: إن المؤثر في أصل الفعل قدرة الله تعالى، والمؤثر في صفة الفعل قدرة العبد، وتأثير العبد هذا هو الكسب. فقدرة العبد عند الماتريدية لها أثر في الفعل، لكن لا أثر لها في الإيجاد لأن الخلق ينفرد الله تعالى به، وإنما أثر ها في القصد والاختيار للفعل.

وأما الكسب عند الأشاعرة فهو أن أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله تعالى وحدها، وليس لقدرتهم تأثير فيها، بل الله سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختيارا، فإذا لم يكن هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارنا لهما، فيكون الفعل مخلوقا لله إبداعا وإحداثا، ومكسوبا للعبد، والمراد بكسبه إياه، مقارنته لقدرته وإرادته من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلا له

أهل السنة والجماعة : هي أكبر طائفة إسلامية  وينتمي إليها الغالبية العظمى من المسلمين  من مصادر التشريع الإسلامي السني القرآن و سنة رسول الله محمد  صلى الله عليه وسلم المتمثلة في الأحاديث النبوية  المنسوبة إليه و الصحيحة  منها، ويأخذون الفقه عن الأئمة الأربعة  ، ويقرون بصحة خلافة الخلفاء الأربعة الأوائل أبو بكر و عمر و عثمان و علي ، ويؤمنون بعدالة كل الصحابة 

نشأة التسمية بأهل السنّة والجماعة : تكاملت هذه التسمية على مرحلتين ؛ عُرف في المرحلة الأولى لقب « الجماعة » أطلقه الاُمويّون على العام الذي تمّ فيه تسليم الملك لمعاوية وانفراده به ، فقالوا : عام الجماعة و بقي الانتماء للجماعة رهناً بطاعة الحاكم والانصياع لأمره حتّي بالباطل ، ومن تمرّد على الحاكم في إحياء سنّة أماتها الحاكم أو إطفاء بدعة أحياها ، فهو خارج على الطاعة مفارق ل‍ : الجماعة ، مستحقّ للعقاب النازل على المفسدين في الأرض ! فهكذا كان قضاؤهم على الصحابي الجليل حُجر بن عديّ الذي كان ينكر على المغيرة وزياد سبَّهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكلّما تمادوا في ذلك صعّد من إنكاره ، فكتب زياد إلى معاوية في حُجر وأصحابه : إنّهم خالفوا ( الجماعة ) في لعن أبي تراب ، وزروا على الولاة ، فخرجوا بذلك من الطاعة ! فقتلهم معاوية ، واحتجّ بقوله : إنّي رأيتُ قتلهم صلاحاً للاُمّة ، وأنّ بقاء هم فساد للاُمّة ! يقول الأستاذ أحمد أمين: "واسم أهل السنة كان يطلق على جماعة من قبل الأشعري والماتريدي، وقد حكى لنا أن جماعة كان يطلق عليها أهل السنة، وكانت تناهض المعتزلة قبل الأشعري.
ولما جاء الأشعري وتعلم على المعتزلة اطلع أيضاً على مذاهب أهل السنة، وتردد كثيراً في أي الفريقين أصح، ثم أعلن انضمامه إلى أهل السنة وخروجه على المعتزلة" قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "ومذهب أهل السنة والجماعة مذهب قديم، معروف، قبل أن يخلق الله أبا حنيفة ومالكًا والشافعي وأحمد، فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم، ومن خالف ذلك كان مبتدعًا عند أهل السنة والجماعة، فإنهم متفقون على أن إجماع الصحابة حجة ومتنازعون في إجماع من بعدهم". فيقول: وأحمد بن حنبل وإن كان قد اشتهر بإمامة السنة والصبر في المحنة؛ فليس ذلك لأنه انفرد بقول أو ابتدع قولًا؛ بل لأنه السنة التي كانت موجودة معروفة قبله علمها ودعا إليها، وصبر على من امتحنه ليفارقها، وكان الأئمة قبله قد ماتوا قبل المحنة، فلما وقعت محنة الجهمية، نفاة الصفات، في أوائل المائة الثالثة -على عهد المأمون وأخيه المعتصم ثم الواثق- ودعوا الناس إلى التجهم وإبطال صفات الله تعالى، وهو المذهب الذي ذهب إليه متأخرو الرافضة، وكانوا قد أدخلوا معهم من أدخلوه من ولاة الأمور، فلم يوافقهم أهل السنة حتى تهددوا -وفي نسخة هددوا- بعضهم بالقتل وقيدوا بعضهم وعاقبوهم وأخذوهم بالرهبة والرغبة، وثبت الإمام أحمد بن حنبل على ذلك الأمر حتى حبسوه مدة، ثم طلبوا أصحابهم لمناظرته، فانقطعوا معه في المناظرة يومًا بعد يوم...

الشيعة : هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفةمن المسلمين  ا، وهم الذين عرفوا تاريخيًا "شيعة علي" أو "أتباع علي". وغالبًا ما يشير مصطلح الشيعة إلى الشيعة الاثنا عشرية  لأنها الفرقة الأكثر عددًا. يرى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو وأحد عشر إماماً من ولده (من زوجته فاطمةبنت النبي محمد  ) هم أئمة مفترضو الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويطلقون عليه اسم  الإمام الذي يجب اتباعه دون غيره طبقًا لأمر من النبي محمد في بعض الأحاديث مثل حديث المنزلة ،و حديث الغدير ، و حديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر و حديث الثقلين المنقولة عن النبي محمد  بنصوص مختلفة والذي يستدلون به على غيرهم من خلال وجوده في بعض كتب بعض الطوائف الإسلامية التي تنكر الإمامة   وهو كالتالي: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ; أحدهما أعظم من الآخر ; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)

الصوفية أو التصوف: وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان، فإن التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان (وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله  أي الوصول إلى معرفته والعلم بهوذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج كما يقولون أنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن و السنة النبوية  واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فجعلوه علما سموه بـ علم التصوف، أو علم التزكية، أو علم الأخلاق، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده، ومن أشهر هذه الكتب قواعد التصوف : ، للشيخ أحمد زروق ، و إحياء علوم الدين  للإمام الغزالي،و الرسالة القرشية للإمام  القرشي.     

انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل النووي و الغزالي و العز بن عبد كما القادة مثل صلاح الدين الأيوبي و محمد الفاتح و الأمير عبد القادر و عمر المختار و عز الدين القسام .نتج عن كثرة دخول غير المتعلمين والجهلة في طرق التصوف وما نتج عن ذلك من ]ممارسات خاطئة عرّضها في بداية القرن الماضي لهجوم المتعلمين في الغرب باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات  ، ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعةدخيلة على الإسلام.

الخوارج:  هي فرقة إسلامية ، نشأت في نهاية عهد الخليفة  عثمان بن عفانوبداية عهد الخليفة علي بن أبي طالب ، نتيجة الخلافات السياسية التي بدأت في عهده، تتصف هذه الفرقة بأنها أشد الفرق دفاعا عن مذهبها وتعصبا لآرائها، كانوا يدعون بالبراءة والرفض للخليفة عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والحكام من بني أمية، كسبب لتفضيلهم حكم الدنيا، على إيقاف الاحتقان بين المسلمين. أصر الخوارج على الاختيار والبيعة في الحكم، مع ضرورة محاسبة أمير المسلمين على كل صغيرة، كذلك عدم حاجة الأمة الإسلامية لخليفة زمن السلم. لقد وضع ألخليفة علي بن ابي طالب منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة ، تمثل هذا المنهج في قوله للخوارج: " .. إلا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا "رواه البيهقي وابن أبي شيبة . وهذه المعاملة في حال التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان، أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين، وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبدالله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم، فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في وقعة النهروان.كان أغلب الخوارج من "القراء" أي حفظة القرآن الكريم، وقد بايعوا عليا بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان  . ثم خرج معاوية  في جيش لملاقاة علي  وكانت موقعة صفين . بعد انهزام جيش معاوية القادم من الشام أمام جيش علي القادم من العراق وقبل أن يفنى جيش الشام أمام جيش العراق ، أمر عمرو بن العاص أحد قادة الجيش الشامي برفع المصاحف على أسنة الرماح درأً للهزيمة المحققة ثم طلبوا التحكيم لكتاب الله. شعر علي بن أبي طالب أن هذه خدعة لكنه قبل وقف القتال احتراما للقرآن الكريم وأيضا نتيجة رغبته في حقن الدماء وذلك رغم أنتصار جيشه، وبعد توقف القتال والتفاهم على أن يمثل أبو موسى الأشعري عليا بن أبي طالب ويمثل عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان، وحددوا موعداً للتحكيم وفي طريق عودتهم إلى العراق خرج إثنا عشرألف رجل من جيش علي يرفضون فكرة التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي شفيان  في النزاع. لقد رأوا أن كتاب الله قد "حكم" في أمر هؤلاء "البغاة" (يقصدون معاوية وأنصاره) ومن ثم فلا يجوز تحكيم الرجال عمرو بن العاص و أبو موسى الأشعري  فيما "حكم" فيه "الله" صاحوا قائلين: "لا حكم إلا لله". ومن هنا أطلق عليهم "المُحَكِّمة"ما كان من عليّ إلا أن علق على عبارتهم تلك قائلا: "إنها كلمة حق يراد بها باطل". بعد اجتماع عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري نتج عنه "تضعيف لشرعية عليّ" و"تعزيز لموقف معاوية"، ازداد المُحَكِّمة يقينا بسلامة موقفهم وطالبوا عليّا بـ:1- رفض التحكيم ونتائجة والتحلل من شروطها . 2- النهوض لقتال معاوية         

 ولكن عليا  رفض ذلك قائلا: "ويحكم! أبعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟ أبعد أن كتبناه ننقضه؟ إن هذا لا يحل". وهنا انشق المُحَكِّمة عن عليّ، واختاروا لهم أميرا من الأزد وهو عبد الله بن وهب الراسبأطلقوا على أنفسهم:المؤمنين - جماعة المؤمنين - الجماعة المؤمنة                          

تسمية الخوارج: أطلق عليهم خصومهم الفكريون والسياسيون اسم "الخوارج" لخروجهم -في رأي خصومهم- على أئمة الحق والعدل ، وثوراتهم المتعددة. ولما شاع هذا الاسم، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق والضعف" وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله.   تسمية أهل النهروان:  و النهروان اسم إحدى المواقع التي خاضوها في ثوراتهم.                                       

تسمية الحرورية أو الحروريين: انتسابا لإحدى المواقع التي خاضوا في ثوراتهم أيضا.                          

 تسمية المُحَكِّمة: لأنهم رفضوا حكم عمرو والأشعري ، وقالوا "لا حكم إلا لله".                                                                                                                                                                                                                                                         تسمية الشراة: سموا أنفسهم الشراة ، كمن باعوا أرواحهم في الدنيا واشتروا النعيم في الآخرة ، والمفرد "شار"يقول أحمد جلي عن تفرق الخوارج:« تفرقت الخوارج إلى عدة فرق بلغ بها بعض كتاب الفرق العشرين، ومما يلاحظ أن الخلاف بين هذه الفرق لم يكن في أمور خطيرة تؤدي إلى الانشقاق وتكوين فرقة مستقلة، بل إن معظم نزاعاتهم كانت تدور في كثير من الأحيان حول أمور فرعية..»

المرجئة : المرجئة لغة: من الإرجاء: وهو التأخير والإمهال.  إن المرجئة -أو فكرة الارجاء- ظهرت في آخر القرن الأول الهجري، في الكوفة، وأول من تكلم في ذلك هو حماد بن أبي سليمان. والمرجئة: اسم فاعل من الإرجاء، وهو التأخير، تقول أرجأت كذا: أخرته، ومنه قوله تعالى: قالوا أرجه أي أخره.                                                     
وفي الاصطلاح كانت المرجئة في آخر القرن الأول تطلق على فئتين، كما قال الإمام ابن عيينة:
1-  قوم أرجأوا أمر علي وعثمان فقد مضى أولئك.
2-  فأما المرجئة اليوم فهم يقولون: الإيمان قول بلا عمل            
                                                 
  واستقر المعنى الاصطلاحي للمرجئة عند السلف على المعنى الثاني "إرجاء الفقهاء"، وهو القول بأن: الإيمان هو التصديق أو التصديق والقول، أو الإيمان قول بلا عمل، "أي إخراج الأعمال من مسمى الإيمان"، وعليه فإن: من قال الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأنه لا يجوز الاستثناء في الإيمان من قال بهذه الأمور أو بعضها فهو مرجئ. ثم أطلق الإرجاء على أصناف أخرى كالجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة فقط، والكرامية القائلين بأن الإيمان هو قول اللسان فقط .و خلاصة القول أن المرجئة هم فرقة إسلامية، خالفوا رأي الخوارج وكذلك أهل السنة في مرتكب الكبيرة وغيرها من الأمور العقدية، وقالوا بأن كل من آمن بوحدانية الله  لا يمكن الحكم عليه بالكفر, لأن الحكم عليه موكول إلى الله تعالى وحده يوك القيامة  مهما كانت الذنوب التي اقترفها. وهم يستندون في اعتقادهم إلى قوله تعالى ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). والعقيدة الأساسية عندهم عدم تكفير أي إنسان، أيا كان، ما دام قد اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين، مهما ارتكب من المعاصي، تاركين الفصل في أمره إلى الله تعالى وحده، لذلك كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. وقد نشأ هذا المذهب في أعقاب الخلاف السياسي الذي نشب بعد مقتل عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب ، وعنه نشأ الاختلاف في مرتكب الكبيرة فالخوارج . يقولون بكفره والمرجئة يقولون برد أمره إلى الله تعالى إذا كان مؤمنا، وعلى هذا لا يمكن الحكم على أحد من المسلمين بالكفر مهما عظم ذنبه، لأن الذنب مهما عظم لا يمكن أن يذهب بالإيمان، والأمر يرجأ إلى يوم القيامة وإلى الله مرجعه. ويذهب الخوارج  ، خلافا للمرجئة، إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار. في حين وقف أكثر الفقهاء من أهل السنة والمحدثين موقفا وسطا، فرأوا أن قول المرجئة بعفو الله عن المعاصي قد يطمع الفساق، فقرروا أن مرتكب الذنب يعذب بمقدار ما أذنب ولا يخلد في النار، وقد يعفو الله عنه.

الإباضية :  أحد المذاهب الإسلامية  ، ويؤمن أهله بأنه "مذهب أهل الحق والاستقامة". سمي الإباضية بهذا الاسم نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي)، والمؤسس الحقيقي للمذهب هو جابر بن زيد التابعي الجليل, وتنتشر الإباضية في سلطنة عمان  حيث يمثلون 75% من العُمانيين وينتشر أيضا في جبل نفوسة وفي زوارة في ليبيا و وادي مزاب  في الجزائر و جربة  في  تونسوبعض المناطق في شمال أفريقيا. ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة، فهو أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق وقد نشره عبد السلام الدولان والتسمية كما هو مشهور عند المذهب ،جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض بن تيم اللات التميمي وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد المالك بن مروان، وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبد الله بن أباض التميمي  في تلك الفترة. أن الإباضية خرجوا على الدولة الأموية أو العباسية خروجا سياسيا وخروجا دينيا. ولم يكونوا راضين عن سياسة الأمويين.الأباضية يعتقدون أن كل من نطق بكلمة الشهادة فهو مسلم  له ما للمسلمين وعليه ما عليهم فلا يستحلون دماء أحد من أهل القبلة إلا بالحق الذي بينته وحددته الشريعة الإسلامية كالردة وقتل النفس وما شابه ذلك. ولا يستحلون مال أحد إلا بالطرق التي رسمتها الشريعة الإسلامية  للتعامل بين الناس: فريضة في كتاب الله، هبة عن تراض، بيع عن تراض وما في معناها. أما قتل الأبرياء وسبي الأطفال والنساء فقد حالت دونها كلمة التوحيد ، ولا يستحلون هذا حتى من البغاة مهما بالغوا في مسلكهم الظالم. فالاعتبارات التي سمي الخوارج من أجلها خوارج لا وجود لها عند الإباضية

السلفية :هي منهج إسلامي يدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة  وهم الصحابة و التابعون و تابعو التابعين  باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الصحيحة ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه، والتمسك بما نقل عن السلف. وهي تمثل في إحدى جوانبها إحدى التيارات الإسلامية العقائدية في مقابلة الفرق الإسلامية الأخرى .وفي جانبها الآخر المعاصر تمثل مدرسة من المدارس الفكرية الحركية السنية التي تستهدف إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة عمومًا إلى ما يتوافق مع النظام الشرعي الإسلامي بحسب ما يرونه. برزت بمصطلحها هذا على يد أحمد بن تيمية في القرن الثامن الهجري وقام محمد بن عبد الوهاب بإحياء هذا المصطلح من جديد في منطقة نجد في القرن اثاني عشر الهجري والتي كانت الحركة الوهابية  التي أسسها من أبرز ممثلي هذه المدرسة في العصر الحديث. ومن أهم أعلامهم : عبد العزيز بن باز و محمد ناصر الدين الألباني و محمد صالح بن عثمين و يعقوب الباحسين. يعتقد بأن السلفية ما هي إلا امتداد لمدرسة أهل الحديث و الأثر الذين برزوا في القرن الثالث الهجري في مواجهة المعتزلة في العصر العباسي تحت قيادة أحمد بن حنبل أحد أئمة السنة الأربعة فكان المعتزلة يتخذون مناهج عقلية في قراءة النصوص وتأويلها واستمدوا أصولهم المنطقية من الحضارة الإغريقية  عن طريق الترجمةوالتعامل المباشر، ورأى أهل الحديث في هذه المناهج العقلية خطراً يهدد صفاء الإسلام  ونقاءه وينذر بتفكك الأمة وانهيارها. وانتهى هذا النزاع حين تولى الخليفة المتوكلأمر الخلافة وأطلق سراح ابن حنبل وانتصر لمنهجه ومعتقده. ويعتبر الكاتب حسن أبو هنية  محنة ابن حنبل في فتنة خلق القرآن بأنه: «كان حاسماً في بلورة وعي سلفي عمل على بلورة موقف سلفي واضح ومتميز لأول مرة.وقال محمد أبو زهرة  أنه في القرن الرابع هجريا ظهرت جماعة من أهل الحديث تنسب آرائها لابن حنبل في إثبات بعض صفات لله بدعوى أن الله أثبتها لنفسه في القرآن والسنة وذلك الأخذ بظواهر النصوص ثم تفويض الكيف والوصف. ثم أقر هذا المنهج كمنهج رسمي للدولة العباسية  في زمن الخليفة القادر بالله  بناء على منشور العقيدة القادرية الذي كتبه الخليفة وأمر أن يتلى في المساجد يوم الجمعة وأخذ عليه خطوط العلماء والفقهاءوبحسب ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم فقد أقر هذا المنهج كمنهج رسمي للدولة العباسية  عام 433هجري في زمن الخليفة القائم بأمر اللبناء على منشور العقيدة القادرية الذي كتبه الخليفة القادر بعد ذلك شهدت السلفية انحسارًا ملحوظًا شعبيًا وسياسيًا بعد انقسام الفقهاء الإسلاميين وأهل الحديث إلى حنابلة و أشعرية  حتى قوي جانب الأشاعرة وتبنى بعض الأمراء مذهبهم  إلى أن ظهر ابن تيمية في القرن السابع بالتزامن مع سقوط عاصمة الدولة العباسية بغداد  على أيدي التتارسنة  656 هجري  فعمل على إحياء الفكر السلفي وقام بشن حملة على من اعتبرهم أهل البدع داعياً إلى إحياء عقيدة ومنهج السلف من أجل تحقيق النهضة. ولقد أثارت دعوته جدلاً في الأوساط الإسلامية حينها فاستجاب بعض العلماء وطلبة العلم لأفكاره مثل الذهبي و ابن القيم الج  وزية و المزي   ومن أفراد الطبقة الحاكمة مثل الأمير المملوكي سلارنائب السلطنة.  ثم شهدت السلفية انحساراً كبيراً مرة أخرى بعد ذلك. لتعاود الظهور مرة أخرى في القرن الثامن عشر الميلادي  متمثلة في دعوة محمد بن عبد الوهاب  في شبه الجزيرة العربية والتي واكبت عصر انحطاط وأفول نجم الدولة العثمانية وصعود الاستعمار الغربي. وأحدثت هذه الدعوة تأثيراً كبيراً في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وأحدثت لغطاً كبيراً بين مؤيديها ومعارضيه.

اضغط على الرابط للطبع من أهم الفرق الكلامية في التاريخ الإسلامياضغط على الرابط للطبع من أهم الفرق الكلامية في التاريخ الإسلاميأنقر هنا

 

×