Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

في القيم و الإبداع

كتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آدابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابكتاب التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب اضغط على الرابط لتصفح الكتابأنقر هنا

في القيم و الإبداع

في معنى القيم:

القيم : جمع لقيمة جاء في أساس البلاغة ( أقام الشئ أدامه وما لفلان قيمة ثبات ودوام على الأمر وهو الحي القيوم الدائم الباقي وهو قائم بالملك وهم قامة الملك وساسته وقام الماء جمد)
يطلق لفظ القيم على مجموع التصورات الفردية والاجتماعية، إزاء الواقع المادي والحركي، المعنى العام للقيم هو الثبات والدوام فهي لا تتغير بتغير الزمان والمكان وهى – مهما قيل في شأنها فهيمطلقة فالأصل أن القيم ثابتة دائمة يقبلها المجتمع ويقيس نفسه عليها فهي إرشادية معيارية حاكمة على ضروب النشاط الإنساني بالصحة ما اقترب ذلك النظام من إطارها وبالخطأ والفساد ما ابتعد هذا النشاط عن نطاقها و للقيم أيضا معنى اقتصادي و هو" الثمن " فنقول هذا الشيء ثمنه كذا أو سعره كذا فنعرف قيمته الاقتصادية. وفي الفلسفة فإن القيمة تتحقق في ثلاث محاور ، تتحقق في الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه ، فإذا كان هدفنا السعادة فالسعادة تعتبر قيمة ، وتتحقق القيمة أيضا في الفعل الذي نمارسه ، فإذا كان فعلنا خيرا ، كان الخير قيمة ، وأما المحور الثالث فيتحقق في الإحساس نحو ما يحيط من أشياء ، فإذا أحسسنا بالجمال في شيء ما كان الجمال قيمة.فالقيم في معناها الفلسفي  تدور حول السعادة والخير والجمال، فإذا كان الأمر لا علاقة له بالسعادة أو الخير أو الجمال فهو ليس من القيم في شيء. أما في المفهوم الإسلامي فإن السعادة والخير والجمال مشروطة بعبادة الله تعالى لان الإسلام قسم حياة الإنسان قسمين : دنيا وآخرة ، فإذا حصرنا السعادة والخير والجمال في الدنيا فقط فإنها تكون مؤقتة وفانية وستكون مصدرا للشقاء والشر والقبح إذا أعقبها عذاب أليم في الآخرة.إن لفظ القيمة من الناحية الموضوعية يطلق في الفلسفة  على ما يتميز به الشيء من صفات تجعله مستحقاً للتقدير كثيراً أو قليلاً، فإن كان مستحقاً للتقدير بذاته، كانت قيمته مطلقة، وإن كان مستحقاً للتقدير من أجل غرض معين كانت قيمته إضافية كما قيل بأن القيم هي مجموع الفضائل المتعارف عليها بين أفرد مجتمع ما، بموجبها يحكمون على سلوك الأفراد أو الجماعات بالحسن أو بالسوء، ويحكمون على الأشياء بالجمال أو القبح ،وعادة لا تكن عامة وملزمة، لأن الجماعات تختلف في أعرافها وثقافتها ومعتقداتها ونظم حياتها، فما هو مستحسن عند مجتمع قد يكون مستقبحا عند مجتمع آخر، وقد يحكم قوم على سلوك بأنه معوج بينما يعتبره آخرون معتدلا غاية الاعتدال. استعمل القرآن الكريم القيم كثيراً في وصف الله تعالى دينه وكتابه مبيناً قدرهما ومنبهاً إلى ما فيهما من هداية وخير وإقامة ورعاية لمصالح الناس وشؤونهم. ثم استعملت القيم في الكتابات الحديثة للدلالة على المثل والمبادئ الإسلامية، وعرفت القيم بعدة تعاريف نذكر منها  القيم هي : ( المعايير أو الموازين التي تكشف عن قيمة الأفعال والأشخاص والمذاهب) القيم  ( صفات ذاتية في طبيعة الأقوال والأفعال والأشياء، مستحسنة بالفطرة والعقل والشرع) و خلاصة هذه التعاريف و غيرها  إن لفظ القيم في الاصطلاح الإسلامي يطلق على أصول المنظومة الفكرية والأخلاقية، من أمهات الفضائل ومكارم الأخلاق، التي يهتدي بها العقل إلى السداد النوراني، والقلب إلى الإخلاص الإيماني، والجوارح إلى الصلاح الرباني.
                    

أنواع القيم : بما أن القيم تشمل النشاط الإنساني بكافة جوانبه،يمكن تقسيمها حسب المعايير التالية:                                                        

‌1-من حيث المضمون:- قيم دينية، وطنية، اقتصادية، اجتماعية، أخلاقية، جمالية ،روحية ، ثقافية                                                              

2- من حيث المقصــــد: - قيم وسائلية : مثل المال والمتاع، وقيم غائية مثل العدل، والحياة، والكرامة.   

3- من حيث الشــــــــدة :أ- قيم ملزمة: الكليات الضرورية، ب- قيم تفضيلية: الحاجيات، ج- قيم مثالية:التحسينات 

كما وقع تصنيف القيم إلى :                                                                                                                                           

قيم الغايات :هي القيم التي تطلب لذاتها وهي قيم مطلقة لا تختلف باختلاف الزمان ولا المكان ولا الأحوال ومن أمثلتها قيم الخير والجمال والحق  فالإنسان مؤطر بأربعة أبعاد لا يخرج عنها و هي : البعد البدني حفظ النفس بتحريم الاعتداء ، والبعد الأخلاقي حفظ العرض بتحريم الزنا ، والبعد العقلي حفظ العقل بتحريم المخدرات و المسكرات ، والبعد الديني حفظ الدين. والقيم المرتبطة بهذه الأبعاد هي القيم الجوهرية الضرورية المكونة للإنسان، وهي ليست نسبية ولا فردية، إنها قيم مطلقة ومشتركة أي قيم غايات.

قيم الوسائل: وهي التي تكون وسيلة لتحقيق قيمة أعلى منها ، وهذه تكون نسبية وتتغير في الزمان والمكان وحسب الأحوال ومن أمثلتها المعرفة والصحة والثروة ، فقد يسعى الإنسان لجمع المال لا لمجرد الجمع ولكن لأنه يريد اتخاذه وسيلة لهدف آخر. تضمن قيم الوسائل كل ما يمكن أن ينمي القيم الضرورية الغايات، كالغنى، والقوة، والصداقة، والشورى الديمقراطية  فالمقصود بهذه الفئة أنها وسائل لتحقيق غايات، والتعبير هنا مجازي لان الوسيلة قد تكون كذلك أساسية.  

أما عن الفرق بين قيم الغايات وقيم الوسائل فإن الغايات واحدة والوسائل متعددة حسب الزمان والمكان أما تبعية الوسائل للغايات فحسب الحاجيات.

حول منظومة القيم في الإسلام

يفتخر المسلمون بامتلاكهم منظومة من القيم المتكاملة التي تستند إلى الوحي الإلهي ومن مجالات القيم الحضارية في القرآن والسنة نذكر :                

أ-القيم الاعتقادية والتعبدية: و يمكن اختزالها في مفهوم العبودية والاستخلاف إن منطلق منظومة القيم في الإسلام تتمثل في ربط الخالق بالمخلوق و ذلك بتركيز مفهوم وحدانية المعبود، مما يساهم في تحرير الإنسان من كل مظاهر العبودية لأي مخلوق غير الله سبحانه و تعالى                                  

ب -القيم العلمية والمعرفية: ركز الإسلام على قيم التفكر والتدبر والتأمل والاستبصار وأخذ العبرة، فبنى لذلك منهجا للاستدلال حتى على وجود الخالق و تتجلى قيمة القيم العلمية والمعرفية؛ في  تنظم تصورات الإنسان للكون والحياة والمصير، مما يجعل حركة الإنسان و إبداعه على مناط التكليف والاستخلاف في الأرض 

جـ-القيم الأُسَرية والاجتماعية: تنظيم السلوك العام داخل الأسرة ثم مع الجار الجنب والصاحب بالجنب ثم مع  المحيط الاجتماعي و الإنساني .        

د-القيم الإعلامية والتواصلية :  وضع الإسلام  منظومة قيم جامعة ناظمة لنقل الخبر مرتبطة برقابة الخالق سبحانه و تعالى قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا...﴾ الحجرات:6

هـ-القيم الاقتصادية والمالية: منظومة القيم الموجهة للفعل الاقتصادي للمسلم أساسها قيمة الاستخلاف المال مال الله والناس فيه مستخلفون فيه رسم الإسلام للمجتمع سياسة مالية تنفي الجشع والطمع والظلم والقهر

و-القيم الوقائية والصحية: الصحة نعمة إلهية وهي "تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى"ويمتلك الإسلام منظومة من القيم الحضارية الناظمة للسلوك الوقائي والصحي و هي قائمة في مجملها على الوقوف عند حدود الله في الحلال والحرام

ز-القيم الحقوقية: إن الإسلام جعل من حماية الحقوق مقصده الأسمى حتى يتفرغ الإنسان للقيام بمهمة الاستخلاف بعد أن كرمه الله بنعمة التسخير.إن حقوق الإنسان انطلاقا من المرجعية الإسلامية تبدأ بالتربية على احترام حقوق الله، لأن من لا يحترم حقوق الله لا يمكن أن يحترم حقوق غيره، ثم التربية على احترام حقوق الإنسان، وبعد ذلك تأتي حقوق المحيط على الإنسان من حيوان ونبات باعتبارها كائنات مسخرة لا تقبل العبث ولا الإسراف وإنما تستغل بالعدل والقسط والإحسان، وبذلك كان تنظيم القيم الإسلامية لمجال الحقوق أوسع وأشمل وأكمل 

حـ-القيم الفنية والجمالية : إن القيــم الإسلامية قد جعلت من الفن والجمال سلما يرتقي للوصول إلى الله الخالق المتقن المبدع الجميل. ووسائلُ إدراك ذلك التأملُ في الكون وتوجيهُ طاقات الإنسان الإبداعية إلى ما يرسخ القيم الفاضلةالقيم الفنية والجمالية في المنظور تجعل المسلم ينتقل من مشاهدة مشهد جميل في الكون أو من سماع صوت شجي فيه ، إلى إدراك أسرار الوجود القائم على الإتقان الإلهي .

ط-القيم البيئية : الإنسان في الإسلام مسؤول عن كل ما يقترف من أفعال تضر بالبيئة، و يمكن إجمال  مسؤولية الإنسان تجاه البيئة في هذه الأبعاد الثلاثة التسخير والاستخلاف والمسؤولية

في الإبداع

الإبداع: لغة : من مادة (بدع) أي أنشأه وبدأه، قال تعالى ( بديع السموات والأرض)البقرة:117 فالبديع من أسماء الله تعالى ويعني : إيجاد الشيء وإحداثه على غير مثال سابق. فالإبداع اصطلاحا : إنما هو صنع الجديد وإعادة تنظيم القديم بطريقة جديدة والإبداع تعبير يقصد به المقدرة على عمل شىء جديد ومبتكر وإخراجه إلى حيز الوجود. إن الإبداع والابتكار من المترادفات اللغوية، ولا يضير استخدام أحدهما على الآخر كما أن من مترادفات الإبداع الاختراع، التوليد، البديع، المبتكر، الحديث، المولد،كل هذه التعبيرات تدور حول معنى واحد يتضمن الجدة والبراعة وإنشاء الشيء على غير مثال سابق . و كل هذا يجعل من  الإبداع كظاهرة يمكن أن توجد فى كل المجتمعات الإنسانية، وفى مختلف مراحل التطور الاجتماعي والثقافي.إن الاهتمام بالتفكير الإبداعي هو في صلب المشروع الإصلاحي الإسلامي فالإسلام نظر نظرة شمولية لقدرات الإنسان وإمكاناته الشخصية فالإنسان في النظرة الإسلامية كل لا يتجزأ فهو عقل مع روح  مع نفس مع بدن بهذه النظرة فقط تصبح شخصية  الإنسان قوية قادرة على أداء أمانة الاستخلاف التي من متطلباتها الإبداع لتعمير الكون بالعمل الصالح و بناء  صرح الحضارة البشرية قال تعالى : ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل ) فالتفكير ضرورة إنسانية وضرورة شرعية فبدونه يفقد الإنسان إنسانيته كما بدونه ينعدم الإبداع إن الإبداع هو نتاج و ثمرة التفكير الإبداعي. ومن سمات المنتَج المبدَع: 1-جديد 2- أصيل 3- ملائم للهدف 4- نافع 5-  محكم التركيب 5-  جذاب .إن العملية الإبداعية حسب العالم دالاس تتم عبر أربع مراحل هي :
الإعداد ، و الاحتضان ، والإلهام ، والتشويق ، و التحقيق.

روي عن الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ أنه كان ينام ثم تأتيه الفكرة والخاطرة فيقوم ويوقد السراج ويدون هذه الفكرة ثم يطفئ السراج وينام،فتأتيه فكرة أخرى فيقوم ويوقد السراج ويدون الفكرة ويطفئ السراج ثم ينام،وقيل إنه كرر هذا الأمر في بعض الليالي عشرين مرة. إن المبدع فى العلم أو الفن هو الشخص القادر على إدراك الروابط الخفية بين الأشياء. والإبداع يشمل كل مجالات الحياة والمُبدع المسلم خاضع لحساب الضمير ولحساب المجتمع فى الدنيا، وخاضع لحساب الله تعالى فى الدنيا والآخرة وحريته تكون فى إطار المنهج الإلهى فالإبداع في الإسلام لا يكون عبثياً، بل إنه إبداع الضمير الحى، والوجدان السليم، والخيال البناء  إن المبدع المسلم لا يتعدى بإبداعاته الثوابت التي جاء بها النص التأسيسي من قرآن و سنة . الإبداع فى الغرب لا حدود له، والحرية للمبدع- شاملة وكاملة هذا يعنى أن للمبدع  حرية تجاوز الضوابط والحدود والحرمات، بل وإهانة المقدسات، والاستهانة برموز الدين، وتجريد كل ذلك من الأخلاق الفاضلة. إن حرية الإبداع كما يراها مفكري الغرب هي القدرة على اقتحام المحرمات الثلاث: الدين، والسياسة، والجنس، إن التصور الغربي المادي للإبداع قائم على مادية الإنسان وحيوانيته وإنكار الروح فالإبداع غاية، لقد ذهب بعض مفكري الغرب إلى حد القول بأن شعارات الدين والسياسة تفسد الإبداع إذ  الأديان  حسب تعبيرهم قيود، والإبداع حرية وانطلاق إن الدين عماده الأخلاق بينما الإبداع في التعريف المادي لا يعبأ بالجانب الأخلاقي ، لأنه يهتم بكل ما هو جميل ولا يفكر فيما إذا كان الإبداع  يعبر عن فضيلة أو رذيلةإن الإبداع في المفهوم الإسلامي  يرتبط بالمسؤولية فالإبداع بمفهومه الإسلامي  يجعل المسلم قادراً على الانسجام مع نفسه ومجتمعه ومع الكون ومع ربه سبحانه وتعالى. و هكذا نخلص إلى أن المجتمعات التي تسودها رؤى مادية مثل: "الغاية تبررالوسيلة"، و"النفع مقدم على الفرد" تشهد اليوم  تخبطا على مستوى القيم و نتيجة لذلك فإن الإنتاج الإبداعي أصبح خاليا  من كل روح إنسانية و من كل فطرة سليمة خلق الله سبحانه و تعالى عليها خلقه و أمرهم بالمحافظة عليها و بعدم تبديلها او تغييرها . يعتقد البعض أن القيم إذا اقترنت بالإبداع، فهي تحد من بريقه، وتجعله مملاً أو منفراً لأنه أصبح مقيداً هذا القول قد يصدق إذا كان ذهن الإنسان المتلقي للقيم سيتلقى هذه القيم كقيد فإنها  ستبقى كذلك –قيود - مهما بلغت أهمية هذه القيم ، وأما إذا تلقى ذهن الإنسان القيم  كأساس، وكمبدأ ورؤية كما هو الحال للمسلم الملتزم تجاه خالقه و مجتمعه الذي يرى في القيم قيودا ضرورية لترشيد الإبداع  و تحديد مقوماته فالقيم و القيود و الضوابط بها و بها فقط  يتحقق النفع في العمل الإبداعي و صدق  رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : ( لا ضرر و لا ضرار )  ( اللهم انفعني بما علمتني و علمني ما ينفعني و زدني علما )

  قال الله تعالى : ألاّ تزر وازرة وزر أخرى و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و أنّ سعيه سوف يرى ثمّ يجزاه الجزاء الأوفى  ) سورة النجم 38- 41

من الوجهة القرآنية خُلق الإنسان لإعمار الأرض بالعمل الصالح الذي قد يصل فيه الإنسان إلى درجة الإبداع لذلك تكرّر لفظ العمل في القرآن الكريم  في أكثر من الثلاثمائة و الخمسين موضعا .والعمل قد يكون صالحا و قد يكون طالحا  و في كلتا الحالتين هو مقياس التفاضل بين البشر و هو الذي يحدّد مصيرهم في الدنيا و الآخرة.و من المعلوم أن عمر الإنسان محدّد بفترة زمنية و عمله كذلك محكوم  بالزمان الذي يمرّ مسرعا دون رجعة والمؤمن مطالب بحسن استغلاله و توظيفه للفوز بالدارين الدنيا ثمّ الآخرة .إن العامل السياسي من الشروط المهيئة للإبداع في الحضارات قديمها و حديثها  فهو الذي يخلق بيئة تحفّز على الإبداع .فالخليفة المأمون شجّع على الترجمة و جعل مكافأة الكتاب المترجم وزنه ذهبا كما شجّع العلم و العلماء و وفّر لهم مناخا من الحرية  الفكرية  و العقدية،  فكانت النتيجة إبداعات و اكتشافات في مجالات علمية و تقنية مختلفة قادها علماء مسلمين و غير مسلمين عربا و عجما بعد أن استطاع المسلمون و بفضل تعاليم الإسلام و قيمه السمحة من الوصول إلى  استيعاب الثقافات و الإبداعات لدى سائر القوميات و الشعوب المختلفة لتصبح تلك الثقافات و الإبداعات و أصحابها جزءا من نسيج الحضارة العربية الإسلامية عملا بقوله تعالى:( و جعلناكم شعوبا  و قبائل لتعارفوا ) و بذلك استطاع المسلمون تحقيق التوازن بين متطلبات الكونية و مقتضيات الخصوصية... في مناخ عدم الاعتراف بالآخر المغاير و المخالف و في ظل  انعدام  حرية الفكر و التعبير ينحصر الإبداع و يتقلص و قد ينعدم .فحين غاب مناخ الحرية و الإبداع حرقت كتب ابن رشد .وكلما وجد فكر معاد لروح الإبداع و لا يفهم من الدين إلا سلطة الزجر و العقاب و التكفير و التفسيق و الأوامر و النواهي و التقليد و لا شيء غير التقليد إلا كان التخلف و الفوضى و العنف .لذلك كان أوّل ما نزل من القرآن الكريم :  ( إقرأ ) فالتعلم و التعليم و إصلاح الفكر و الأنفس لإتقان العمل و التفاني فيه و حسن استثمار الوقت و التحلى بالمبادئ و القيم الكونية و مكارم الأخلاق هو السبيل إلى عودة المسلمين من جديد للفعل الحضاري الإنساني دون انبتات أو استيلاب أو اغتراب،و صدق الله العظيم القائل: ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون  و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون )  سورة التوبة 105

في القيم و الإبداع اضغط على الرابط للطبعفي القيم و الإبداع اضغط على الرابط للطبعأنقر هنا