Créer un site internet

Education

التفكير الإسلامي للسنة الرابعة آداب

Education

من مظاهر الإعجاز التشريعي

 
 
 

 من مظاهر الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم 

 
 
 
 

 من مظاهر الإعجاز التشريعي في القرآن

قال الله تعالى:( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) 9الإسراء

 

تعليل الأحكام

لا يوجد حكم شرعي في كتاب الله تعالى ، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، إلا وله علة دفعت إلى تشريعه ، وحكمة مقصودة من هذا التشريع. من أهم فوائد تعليل الأحكام الشرعية :أولاً: بيان حكمة الله في حُكمه وأمره.ثانياً: الوقوف على أسرار التشريع الإسلامي ومقاصده.ثالثاً: تقوية الحكم الشرعي بإظهار حكمته؛ إقامةً للحجة على المخالف، وزيادةً في الطمأنينة للموافق. ذهب جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم ، إلى أن أحكام الشرع معللة بجلب المصالح للعبد ، دنيوية أو أخروية ، ودرء المفاسد بكل أنواعها ، وسواء منها ما كان معقول المعنى ، وما لم يكن كذلك ، ولم يخالف هذا إلا بعض الظاهرية

 

 

قلة التكاليف

أما قلة التكاليف في الشرع فالمراد به أن الشريعة لم تثقل الناس بكثرة التكاليف، بكثرة الأوامر والنواهي، ولم تكلفهم رهقاً، بل قام الشرع على قلة التكاليف ودعا إليه. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فمن أنا؟ قال: ( من الصديقين والشهداء) أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب نصحه، فيقرأ عليه صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)) فإذا وصل إلى قوله: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ) الزلزلة: 99/7-8، يقول الرجل: يكفيني هذا وينصرف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أفلح الرويجل)

 

 

التدرج في الأحكام

من ملامح الرحمة في شريعة الإسلام التدرج في التشريع، وقد قُرر القرآن التدرج في كثير من الأحكام وخاصة في المحرمات كالخمر والربا وذلك تهيئة للنفوس وضمانا للاستجابة لأحكامها. وقد كان التدرج في التشريع مسلكًا من مسالك علاج المجتمع وإصلاحه.  ولقد فهم الفقهاء طبيعة هذا التدرج وهو ما عبر عنه عمر بن عبد العزيز حيث أنكر عليه ابنه عدم إزالة بقايا الانحراف والمظالم التي ارتكبها مَن سبقه من خلفاء بني أمية، فقال عمر قولته المشهورة: (لا تُعجِّل يا بني فقد ذم الله الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة. وإني لا أريد أن أحمل الناس على الحق جملةً فيكون من ذا فتنة) ، لم يكن حكم القرآن ثابتاً في كل الأحوال بل تغيَّر بحسب حال المكلف وواقعه والمتأمل لسيرة النبي صلى الله عليه و سلم  يجد أنَّ عدداً من الأحكام قد تغيرت بتغيُّر الزمان  والمكان والحال.

 

 

 

 

الثابت و المتغير

الأحكام الثابتة، فهي الأحكام والقوانين التي وضعت على وفق مقتضى حاجات الطبيعة الواحدة والثابتة للإنسان قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )  فقد سمّى الإسلام تلك الأحكام التي أقامها على أساس طبيعة الإنسان وخصوصيّاته بالدين والشريعة.

وأمّا الأحكام المتغيّرة، فهي الأحكام المؤقّتة أو تلك التي لُحظ فيها شيء ما، وتختلف وفق أنماط الحياة المختلفة، ويتماشى هذا القسم مع التقدّم التدريجي للمدنية والحضارة وتغيّر المظاهر الاجتماعية وظهور الأساليب الحديثة وانضمار الأساليب القديمة، وتختلف بحسب مصالح الزمان والمكان المختلفة.

إذنالثابت هو الذي يفيد الديمومةوالاستقرار ، أماالمتغيرفهو الذييفيد التحول من حالة إلى أخرى. فمثلاً الحق والعدل من ثوابت الشريعة الإسلامية ، وقد قررت الشريعة أن من ضرورات الحق والعدل أن يتوفّر الأمن للإنسان كقيمة ثابتة ، بمعنى أن يأمن الإنسان على دينه ونفسه وعقله وماله ونسله وعرضه ، وتلك من مقاصد الشريعة. وإنما المتغيِّر في هذا المجال هو وسائل وأساليب توفير الأمن. وقد دُعِيَ العقل إلى البحث والتفكير وتطوير الأدوات اللازمة لتحقيق مطلب الأمن ، وأُعطيت السلطة التنفيذية في كلّ عصر الصلاحيات اللاّزمة لإصدار التعليمات والإجراءات التنفيذية التي لا تتعارض مع قيم الحق والعدل لحفظ الأمن وحمايته ، وبما يتوافق مع مقاصد الشريعة.

 

 

الجمع بين الدنيا             و الآخرة في التشريع

الإسلام دين الدنيا والآخرة , قال الله سبحانه وتعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )  الأنعام/162 ، وفي يدع المسلم ربه فيقول : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ، فدين الله الكامل والشامل والجامع ، جمع بين حق الله وحق العبد ، وبين أمر الدنيا وأمر الآخرة . بإمكان المسلم أن يحول حياته كلها إلى أجر وثواب وطاعة وعبودية لله تعالى؛ باستصحاب النية الصالحة في أعماله العادية.  قال الله تعالى( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. )القصص: 77

 

 

البرهنة و الاستدلال

رفض القرآن التبعية الفكرية، واقتفاء ما يفعله الآخرون وما يقولونه دون استخدام للعقل فذلك يُعتبر انسياقاً وراء أوهام التبعية الضارة، وجموداً لا طائل منه· يقول عز من قائل: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون) البقرة:170· مثلا فإن براهين التوحيد على نوعين: المشاهد الكونية، وتاريخ البشرية في قصصها مع انبيائها. الخليقة تشهد لخالقها؛ هذا دليل البداهة؛ المشاهد الكونية تدل على الكائن الاعظم؛ هذا برهان الفطرة: "سنريهم آياتنـــا في آلافاق وفي انفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق" (فصلت 53). ثم يفصل هذه الآيات.

 

مراعاة و مسايرة مصالح الناس

انبناء التشريع الإسلامي على أساس التوازن بين الحقوق الفردية والمصلحة العامة والحق العام.الشريعة الإسلامية مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها, وتعطيل المفاسد وتقليلها. قال العز بن عبد السلام: (واعلم أن تقديم الأصلح فالصالح... مركوز في طبائع العباد... فلو خيرت الصبي الصغير بين اللذيذ والألذ لأختار الألذ, ولو خير بين الحسن والأحسن لأختار الأحسن, لا يقدم الصالح على الأصلح إلا جاهل بفضل الأصلح أو شقى متجاهل لا ينظر إلى ما بين المسرتين من تفاوت)

 

التيسير و رفع الحرج   و عدم تكليف الإنسان فوق طاقته

من أهم المميزات التي تميزت بها شريعتنا الغراء رفع الحرج عن المكلفين والتيسير عليهم . جاءت آيات عدة في أكثر من موطن في الكتاب الكريم تشهد لهذا المبدأ ناطقة شاهدة على رسوخه في الشريعة الإسلامية، ومن هذه الآيات:
-
قوله تعالى: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )وقوله تعالى: ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)وقوله تعالى: ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) و قوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا)

 

 

الرخص عند الضرورة دفعا للضرر و المشقة

لفظ " الرخصة " من المصطلحات الإسلامية الأصيلة، ويقابله مصطلح آخر هو " العزيمة ". والعزيمة في المعنى الشرعي: ما شُرِع ابتداء على وجه العموم، أوهي بتعبير آخر: الحكم الثابت من غير مخالفة دليل شرعي. الرخصة في المعنى الشرعي: ما شُرع من الأحكام بقصد التخفيف عن الناس المكلفين، في أحوال وأعذار خاصة تقع لهم. فالرخصة بتعبير آخر: استباحة المحظور مع قيام الحاظر. أخرج الإمام أحمد والدارقطني عن النبي – صلى الله عليه وسلمأنه قال: (  إنَّ الله يحب أن تُؤْتى رُخَصُه كما يكره أن تُؤتى معصيتُه )   يقول الله تعالى مرخصاً للمريض وللمسافر الإفطار في رمضان(ومن كان مريضاً أو على سفر فعدَّة من أيام أُخَر)البقرة / 185.    و من القواعدة الفقهية في هذا الشأن : ( الأمرُ إذا ضاق اتسع)

 

 

 

تشريعات ترسخ التكافل الاجتماعي و الإنساني

التكافل الاجتماعي هو أن يتكفل المُجتمع بشؤون كل فرد فيه من كل ناحية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية إن الإسلام هو دين الإخاء والمحبة والتعاون والتكافل. جعل القرآن الكريم  التكافل الاجتماعي ركناً من أركان الدين. كما جعل القرآن  الكريم التكافل الاجتماعي من العبادات التي أمر الله بها.التكافل الاجتماعي ينطلق من فكرة أساسية، مفادها أن المجتمع السليم ينبغي أن تسود بين أفراده قيم التآخي والتعاون، بالشكل الذي يضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة للأفراد ويحفظ كرامتهم. قال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة) سورة الحجرات ،الآية 10. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) صحيح الإمام البخاري
تعد الزكاة أول نظام مالي إسلامي وواجب اجتماعي يقوم به المسلمون تُجاه فُقرائهم، فهي أول التزام مادي فرضه القرآن على أغنياء المسلمين ورد ذلك في أكثر من سبعين موضعا من القرآن  وكثيرا ما اقترن ذكر الزكاة بالصلاة لذا يجب أن يكون شأن المسلمين فيها أو شأنها عندهم جميعا كشأنهم في الصلاة

 

 

 

انبناء التشريع الإسلامي على  مجموعة من الخصائص كالشمول         و العموم  و الواقعية

وجود الصفة الإنسانية في التشريع الإسلامي  فلا اقليمية ولا عنصرية  ولا طبقية ، ولا نفعية أنانية في نص التشريع وروحه ،لان دعوة الإسلام دعوة إنسانية ، ورسالته رسالة عالمية .فقوانين الإسلام عامة ، لم تشرع لمصلحة فئة أو لتركيز جماعة معينة دون غيرها ، وقد حدد القرآن الكريم هذه الصفة بقوله:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لَلْعَالَمِينَ)الأنبياء/ 107. لقد نظم الإسلام علاقات البشر الخاصة و العامة.بيّن و نظم أنواع التصرفات و المعاملات في حياة البشر سواء في باب العقائد أو التشريعات أو المعاملات .نظم العلاقات بين الناس في أسواقهم ، و أشغالهم ، و أشغالهم ، وأسفارهم ، وشوارعهم ، بل حتى في بيوتهم ، موضحا ما للآباء من حقوق وما للزوجة وما للإخوة والأولاد، كل هذا من أجل أن تحيا البشرية  في دنيا يسودها الأمن والأمان . فيكون الإسلام بهذه الأحكام  والتشريعات وخاصة التي سنّ بها المعاملات وآدابها ، أعطى كل ذي حق حقه ، بالقسط والعدل والإنصاف.إن الإسلام هو دين الفطرة وينسجم مع الواقع، فالمؤمن مكلف بالأوامر الشرعية على وجه الإيجاب أو الندب أو الحرمة أو الكراهة متى كان ذلك في مقدوره وإمكانه فإن فقد القدرة على تنفيذ الأوامر أو اجتناب النواهي سقط عنه التكليف إلى بدل أو إلى غير بدل. ومن واقعية الشريعة الإسلامية انها تمتاز بعنصر المرونة والاجتهاد والتطابق مع اخر مستجدات الحياة في جميع المجالات حتى الفنية

 

 

الدعوة إلى القيم              و المبادئ الإنسانية         و مراعاتها في كل التشريعات و نذكر من هذه المبادئ   والقيم : الحرية ، العدل ، المساواة ، الشورى ، التسامح .

يقوم التشريع الإسلامي  على أساس من معيار الحق والعدلكقيمتين ثابتتين في الحياة . كما ينبني التشريع  الإسلامي على أساس الموضوعية والتجرد عن كل دافع من عصبية أو عاطفة خاصة سوى فكرة العدل والحق المجردة بقطع النظر عن اللون أو الجنس أو البيئة أو الدين أو أي صفة أخرى في الأشخاص الذين تطبق عليهم أحكام الشريعة. الإسلام لم يفرض صيغة معينة لتطبيق وتنفيذ المبادئ و القيم الإنسانية ، بل جعل الوسائل والأساليب التطبيقية مرنة مفتوحة ، يختار منها الإنسان في كل عصر ما يمكنه من التنفيذ والإجراء ، شريطة الالتزام بروح الشريعة والتنفيذ الكامل لمقرراتها. قال الله تعالى ( الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان). في القرآن الكريم سورة "الشورى". وقد بيَّن الله فريضة الشورى ومكانتها حين ذكرها في سياق صفات ملزمة للمؤمنين بقوله: ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) الشورى: 37، 38. فذكر الله الشورى بين فريضتي الصلاة والزكاة، وهما من أعظم أركان الإسلام.نص القرآن الكريم على التسامح مع مختلف الأديان فقد جاء في الآية 69 من سورة المائدة: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون."

 

 

 

أسباب النزول

سبب النزول هو حدوث واقعة معينة فينزل القرآن الكريم بشأنها. قال ابن دقيق العيد (  بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن. ) لقد نزل القرآن على قسمين: قسم نزل ابتداء، وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال إن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات فى شأنه أيام وقوعه:
بيانا لحكمه إذا كان حادثة أو نحوها، أو جوابا عنه إذا كان سؤالا موجها إلى النبى صلّى الله عليه وسلم و معرفة أسباب النزول يترتب عليها فى مجال التشريع أمور هامة تعميما، أو تخصيصا، أو إثباتا، أو نفيا .و من حكم أسباب النزول  بيان الحكمة الباعثة على تشريع كثير من الأحكام، ومن ثم إدراك أن روح التشريع الإسلامى وجوهره يقوم على مراعاة هذا التشريع الحكيم لمصالح العباد فى معالجة ما يعرض لهم من أحداث ووقائع، وأن مراعاة هذه المصالح أمر ينطلق من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده، ورأفته بهم، وتيسيره عليهم. المتتبع لأسباب النزول فى القرآن الكريم، يجد أنها تتنوع من جهة من نزلت فيهم آيات من القرآن، ويمكن تقسيم أسباب النزول بهذا الاعتبار إلى قسمين:
الأول: ما يتعلق بالمؤمنين.
الثانى: ما يتعلق بالكافرين: (من المشركين، والمنافقين، واليهود، والنصارى) .

 

 

 

 

 

 

 

 

انبناء التشريع الإسلامي على كليات يندرج فيها ما لا يحصر مما يحدث على مر الأزمان

الكليات الأساسية :  المعاني والمبادئ والقواعد العامة المجردة، التي تشكل أساسًا ومنبعًا لما ينبثق عنها وينبني عليها من تشريعات تفصيلية وتكاليف عملية ومن أحكام وضوابط تطبيقية. فهي ما يقابل الجزئيات، وهذه الكليات، يمكن الاحتكام إليها في القضايا والحوادث والمشاكل التي تجدُّ وتتكاثر في كل يوم وفي كل مكان، مما ليس له حكم خاص به وصريح فيه.ففي المعاملات مثلا لم يأتِ القرآن الكريم  على تفصيل أحكامها بل وضع لنا من القواعد العامة فيها ما يجعلها تطبق في كل زمان ومكان، منها قوله تعالى: ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) ، وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ)، وقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ). فقاعدة العدل مثلا ـ وهي من الكليات ومن المقاصد الكبرى للتشريع الإسلامي ـ ليست خاصة بالنظام العام، وليست خاصة بالحكم والقضاء، والقسمة والعطاء، بل هي سارية في الوضوء والصلاة، والصوم والزكاة، وعلاقات الجيران والأقارب، وفيما بين الأزواج والأبناء، والأمهات والآباء، ومع الطلبة والتلاميذ، بل حتى مع الإنسان في خاصة نفسه وأعضاء جسمه، وفي نومه ويقظته، وأكله ولباسه... ففي كل ذلك مجال للعدل، وفي كل ذلك تدخل قاعدة العدل. جاءت الآيات المحكمة الكلية سابقة على آيات الأحكام التفصيلية، فالقرآن المكي ركز بالدرجة الأولى على الكليات والمبادئ والأحكام العامة. ثم بدأ يتطرق بالتدريج إلى بعض الأحكام العملية غير المفصلة، أواخر المرحلة المكية، وأما الأحكام التفصيلية والتطبيقية فقد نزل معظمها ـ أو كلها تقريبا ـ في المرحلة المدنية وفي القرآن المدني، ثم جاءت بدرجة أكثر تفصيلا في السنة النبوية.  قال الله  تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)الأنعام: 151 و قال سبحانه أيضا في سورة الأعراف الآية 29 : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) ويقصد بالكليات التشريعية، المبادئ والقواعد المتصلة اتصالا مباشرا بتفريع الأحكام العملية، فهي بالدرجة الأولى وضعت قواعد للسلوك والتعامل البشري وما يحتاجه من تحليل وتحريم وإيجاب وإباحة وضبط وتنظيم... أي هي قواعد أصولية فقهية كبرى، قواعد مرجعية مباشرة لاستمداد الأحكام الشرعية العملية.من أمثلة الكليات التشريعية -الأصل الإباحة والتسخير، 1-لا دين إلا ما شرَعه الله ولا تحريم إلا ما حرمه الله.  2-تحليل الطيبات وتحريم الخبائث. 3- التكليف بحسب الوسع . 4-الوفاء بالعهود والأمانات.
5- التصرف في الأموال منوط بالحق والنفع. 6- وتعاونوا على البر والتقوى.

 

 

ترك التفصيلات لاجتهاد  للمجتهدين حسب المصلحة  و متطلبات الواقع المعيش

الاجتهاد هو بذل الجهد للوصول إلى الحكم الشرعي من دليل تفصيلي من الأدلة الشرعية. قال الغزالي ( المجتهد فيه كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي ... وإنما نعني بالمجتهد فيه ما لا يكون المخطىء فيه آثما) لقد اختص القرآن الكريم –المصدر الأول للتشريع- بميزة لها شأنها حين زودت نصوصه بكثير من عوامل الخصب والسعة، فتنوعت الطرق التي تدل بها على الأحكام، وحللت بكثير من تعليلات الأحكام على نحو يوحي بأن الأحكام مرتبطة بها، ويسمح بالقياس عليها. و يكون الاجتهاد في الأحكام الشرعية التي ورد فيها دليل ظني في الثبوت أو الدلالة أو فيهما معاً كما يكون الاجتهاد في الحوادث التي لم يرد في حكمها نص من الكتاب أو السُنّة ، ولم ينعقد عليها إجماع فمثل هذه المسائل هي الميدان الأوسع للاجتهاد الذي يُطلق عليه الاجتهاد بالرأي. والخلاصة أن مجال الاجتهاد أمران ما لا نص فيه أصلاً ، وما فيه نص غير قطعي، ولا مجال للاجتهاد فيما فيه نص قطعي.

 

 

 

 

 

 

أخلاقية التشريع الإسلامي

يمتاز القانون الإسلامي باحترامه للأخلاق ، واهتمامه بالحفاظ عليها ، وارتباطه بها ارتباطاً وثيقاً. قال الله تعالى (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) ) النور 27. لقد أفتى  الإمام الأوزاعي للخليفة الأموي بعدم جواز قتل الرهائن وهم أشخاص أخذهم المسلمون من الروم ضماناً لعدم غدر قومهم - وكانت العادة العامة المتبعة أن تقتل الرهائن إذا غدر قومهم - فلما غدر الروم وهم الخليفة بقتل الرهائن عارضه الإمام الأوزاعي ونادى به أنه لايحل قتلهم في شريعة الإسلام وقانونه ، لأن الله تعالى قد منع أن يؤاخذ أحد من الناس بجريرة غيره ، وقرر ألاتزر وازرة وزر أخرى ، فإذا غدر الروم فإن ذنبهم لايسري إلى رهائنهم التي أخذناها منهم ، وقد نزل الخليفة على فتوى الإمام الأوزاعي هذه . اقرأهذه الآيات و تمعين في تعليلها سواء الالتفصيلي أو الإجمالي :  في التعليل التفصيلي: (وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)                        وفي التعليل الإجمالي: (فاسعوا إلى ذكر الله، وذروا البيع، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، (أو لحم خنزير فإنه رجس) جاء الإسلام في مجال الأخلاق بما يلائم الفطرة والطبيعة البشرية ويكملها. إن أخلاق  التشريع الإسلامي نهت عن الإعتداء حتي زمن الحرب قال تعالى : (  وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)

 

التوافق وعدم التناقض في التشريع الإسلامي

يشكل التشريع الإسلامي وحدة موضوعية متكاملة ، ومتجاوبة يساند بعضها بعضاً ، ويساعد بعضها على تطبيق البعض الآخر . .فتحريم الخمر والقمار يسد باباً واسعاً من أبواب الجريمة التي حرمها الإسلام .وحكم الإسلام ببطلان الصلاة في الأرض أو الثوب المغصوبين ،يساعد على حماية الحقوق واحترام الملكية . . الخ .وهكذا ربط الإسلام واحكم العلاقة بين كل قوانينه وتشريعاته.قال الله تعالى (  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عوجا ) الكهف1

 

 

أسلوب مخاطبة العقل       و القلب " فى الترغيب  و الترهيب

لجعل التشريع سلوكا و واقعا معاشا اعتمد القرآن الكريم على عنصري الثواب والعقاب، اللذين علم الله من طبيعة البشر أنهما يشكلان حافزاً قويًّا؛ للإقبال على كل ما هو نافع، والانكفاف عن كل ما هو ضار. والمراد من أسلوب الترغيب والترهيب أن يذكر القرآن ما يتضمن ترغيباً في القيام بعمل يرضى الله عنه ورسوله، ثم يتبعه ما يتضمن ترهيباً من القيام بعمل يُغضب الله ورسوله. وقد يكون العكس، فيبدأ القرآن بذكر ما فيه ترهيب، ثم يردفه ما فيه ترغيب. يقول محمد الطاهربن عاشور متحدثا عن خصائص الخطاب القرآني : (عادة هذا الكتاب المجيد مداواة النفوس بمزيج الترغيب والترهيب) و غايته سبحانه من الجمع بين أسلوب الترغيب والترهيب "تنشيط عباده المؤمنين لطاعاته، وتثبيط عباده الكافرين عن معاصيه"