نشاط إدماجي المبحث 2: تسخير الكون و مسؤولية الإنسان
نشاط إدماجي للثلاثي الثاني
عالم الغيب و الشهادة
الغيب و الشهادة
قال تعالى:( فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) يونس20
قال تعالى:(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)الجن 26-27
نشاط إدماجي المبحث الثاني : تسخير الكون و مسؤولية الإنسان 
عالم الغيب
الغيب: ذهاب الشيء عن الحس و غاب عن الحواس و التصديق بالغيب من مقتضيات الايمان و ينقسم الغيب إلى غيب حقيقي و غيب إضافي. التصديق بالله هو منطلق الإيمان ببقية الغيبيات فالله لا يمكن معاينته لأن ذاته غير قابلة للضبط أو التحديد أو التكميم و هو ما يخرج الذات الإلاهية من مجال القيس العلمي البشري . وبالرغم من أن الرسل يخبرون الناس بحقائق غيبية فإن هذه الحقائق الغيبية هي من خصائص النبوة و ليست كسبا . فكل الرسل ينفون عن أنفسهم علم الغيب ، و علم الغيب ليس تنجيما و لا دجلا كما نراه في بعض البلدان الإسلامية و قد اعتبر ابن خلدون ظاهرة التنجيم و ادعاء معرفة الغيب من المنكرات الفاشية في المجتمعات الإسلامية و التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية و التي يجب مقاومتها . والعقائد الغيبية في القرآن لا تعطل عقول المؤمنين بها و لا تلغيها فالعقل مدعو إلى النظر حتى في صفات الخالق عبر آثاره في الكون فهناك علاقة تكاملية بين عالم الغيب و عالم الشهادة فالغيب المطلق مصدر معرفته الوحي أما عالم الشهادة فيعتمد في معرفته على العقل والبحث ووسيلته الحواس والتجربة فالعقل ميزان صحيح في عالم الشهادة كما يقول ابن خلدون أما عالم الغيب فخارج عن نطاق عمل العقل لأنه لا يدرك بالحواس قال تعالى:( فإذاسويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)29الحجر وقال سبحانه أيضا (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا)85الإسراء العلم والنفخة من روح الله التي في الإنسان يندرجان في البعد الغيبي في تكوين الإنسان . و من دلالات نزول الإنسان إلى الأرض تخصيصه بتحمل رسالة ثقيلة تتمثل في أمانة الإستخلاف التي لا يستطيع غير الإنسان أداءها و الوفاء بها لذا وجب على الإنسان الجزاء و العقاب. لقد جمع الإنسان قوتان هما الشهوة البدنية و العقل ليكون أهلا لتعمير الأرض و أهلا لدخول الجنة . إن للبعد الغيبي تأثير في الإستقرار النفسي للإنسان فالمؤمن لا يغلِّب الجانب المادي على الجانب الروحي و لا العكس كما يؤثر الايمان بالغيب في ضمير الإنسان و سلوكه مما يجعله فاعلا في عالمه رافضا للجمود و التواكل و الجبر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك،و صحتك قبل سقمك ،و غناءك قبل فقرك،وفراغك قبل شغلك،و حياتك قبل موتك
تحليل العلاقات بين مختلف العناصر مع البحث في مقومات كل علاقة
علاقة الغيب بالواقع: عالم الغيب +عالم الشهادة = علاقة تكامل و تلازم و ليست علاقة تناقض كما يرى البعض من الذين فصلوا تعسفا بين عالم النور و عالم الفلك الأعلى و عالم التراب الأرضى السفلي فذهبوا إلى أن كل ما فوق القمر فهو صفاء و طهارة و كل ما دون القمر فهو كدر و دنس .
الإيمان بعالم الغيب : نفي للصدفة و العبثية + له أثر على ضمير الإنسان و سلوكه + يجعل الإنسان فاعلا في واقعه + ييسرتواصل الإنسان مع بني جنسه و تواصله مع الكون . الغيب مصدر معرفة و هداية و إصلاح : للإنسان + للواقع الإنساني
علاقة الإنسان بالزمن و التراب و الغيب: اعتماد الإنسان الزمن لإثبات وجود خالق الكون بعد اكتشاف القوانين و السنن الكونية التي تدل على عظمة الخالق و اتصافه بكل صفات الكمال . الوعي بالزمن يقدر الإنسان على تجاوز العوائق و بالتالي حل مشكلات التراب يالعمل و الاستثمار و حسن أداء وظيفة الاستخلاف .* حسن تصرف المسلم في الزمن يُبرز حسن تمثله لخلافة الله تعالى في الأرض*تجدد الزمن فرصة للتدارك والإصلاح ومزيدالبذل والعطاء والتفاني لتحقيق الأهداف واستشراف مستقبل زاهر
علاقة القيم بالإبداع : المعيار الرئيسي للإبداع في المجال الإنساني هو أن يكون النتاج ذا قيمة للمجتمع ، يجلب مصلحة و يدفع مضرة ، يجانب الفساد،يحافظ على توازن الكون و ليكون الإبداع كذلك نحن في حاجة إلى القيم والمبادئ الإنسانية التي أكدت عليها الرسالات السماوية
يقول الأديب البحريني أمين صالح : ( الإبداع رغبة دائمة وجوع متواصل لا يبلغ حد الشبع و إنهاك لا حد له). يعتمد الابتكارعلى مواهب الشخص المبتكر و معلوماته و خبراته السابقة أكثر من اعتماده على ما يقدمه الموقف الخارجي من منبهات و ايحاءات فالمعيار الرئيسى ليقوم الإبداع هو أن يكون النتاج فيه جديدا و أصيلا و ذا قيمة للمجتمع في الوقت ذاته . إن مجالات الإبداع متنوعة و متعددة فقد تكون في الفكر و الآداب و اللغة أو الصناعة أو الهندسيه . قال صلى الله عليه و سلم ( إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها فليغرسها ) إن الدور الحضاري للإنسان المسلم يقوم على العمل و الإبداع المتواصلين منذ لحظة الوعي الأولى و حتى ساعة الحساب . إن الإيمان الذي يقوم عليه بنيان الدين يجيء دائما بمثابة عامل حضاري يمتد أفقيا لكي يصب إرادة الجماعة المؤمنة على معطيات الزمن و التراب و يوجهها في مسالكها الصحيحة و يجعلها تنسجم في علاقاتها و ارتباطها مع حركة الكون و الطبيعة و نواميسها فيزيد عطاء و قوة و إيجابية و تناسقا ... كما يمتدُّ عموديا في أعماق الإنسان ليبعث فيه الإحساس الدائم بالمسؤولية و يقظة الضمير و يدفعه إلى سباق زمني لا مثيل له لاستغلال الفرصة التي أتيحت له كي يفجِّر طاقاته و يعبر عن قدراته التي منحه الله إيَّاها على طريق القيم التي يؤمن بها و الأهداف التي يسعى لبلوغها فيما يعتبر جميعا في نظر الإسلام عبادة شاملة يتقرب بها الإنسان إلى الله . يقابل الإبداع التخريب و الإفساد لذا ندد القرآن بكل عمل أو نشاط خاطئ من شأنه أن يؤول إلى الفساد في الأرض و إلى هدم و تدمير المكتسبات التي يصنعها العمل الصالح بالصبر و الدأب و المثابرة و هو بذلك يسعى إلى حماية منجزات الإنسان الحضارية و وقف كل ما من شأنه أن يعوق مسيرتها و نموها وملاحقة أيَّةمحاولة لإنزال الدمار بها
يقول مالك بن نبي: مشكلة الحضارة تنحل إلى ثلاث مشكلات أولية: مشكلة الإنسان،مشكلة التراب،مشكلة الوقت
نشاط إداجي الثلاثي الثاني اضغط على الرابط للطبع